نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 153
الباب الثّامن والعشرون
باب التّمييز
[تعريف التّمييز]
إن قال قائل :
ما التّمييز؟ قيل : تبيين النّكرة المفسّرة للمبهم.
[عامل النّصب في التّمييز]
فإن قيل : فما
العامل فيه النّصب؟ قيل : فعل ، وغير فعل ، فأمّا ما كان العامل فيه فعلا ؛ فنحو :
«تصبّب زيد عرقا ، وتفقّأ الكبش شحما» فعرقا وشحما ، كلّ واحد منهما انتصب [١] بالفعل الذي قبله.
[خلافهم في تقديم هذا النّوع على العامل فيه]
فإن قيل : فهل
يجوز تقديم هذا النّوع على العامل فيه؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب
سيبويه إلى أنّه لا يجوز تقديم هذا النّوع على عامله ، وذلك ؛ لأنّ المنصوب ـ ههنا
ـ هو الفاعل في المعنى ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «تصبّب زيد عرقا» كان الفعل للعرق
في المعنى لا لزيد؟ فلمّا كان هو الفاعل في المعنى ؛ لم يجز تقديمه ، كما لو كان
فاعلا لفظا ؛ وذهب أبو عثمان المازنيّ وأبو العبّاس المبرّد ومن وافقهما [٢] ، إلى أنّه يجوز تقديمه على العامل فيه ، واستدلّوا على
ذلك بقول الشّاعر [٣] : [الطّويل]
[٣] الشّاعر هو :
المخبّل السّعديّ ، ربيعة بن مالك التّميميّ ، كان شاعرا فحلا مقلّا ، وهو من
مخضرمي الجاهليّة والإسلام ، ولم تعلم سنة وفاته.
موطن الشّاهد : (نفسا بالفراق تطيب).
وجه الاستشهاد : تقديم التّمييز «نفسا»
على عامله المتصرّف «تطيب» ؛ وحكم هذا التّقديم الجواز. وللبيت رواية أخرى هي : «ولم
تك نفسي بالفراق تطيب» ولا شاهد فيه على هذه الرّواية.
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 153