نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 142
جميع ظروف المكان؟ قيل لأنّ الفعل يدلّ على جميع ظروف الزّمان بصيغته ، كما
يدلّ على / جميع / [١] ضروب المصادر ، وكما أنّ الفعل يتعدّى إلى جميع ضروب
المصادر ، فكذلك يتعدّى إلى جميع ظروف الزّمان ، وأمّا ظروف المكان ، فلم يدلّ
عليها الفعل بصيغته ، ألا ترى أنّك إذا قلت : ضرب ، أو سيضرب ، لم يدلّ على مكان
دون مكان ، كما يكون فيه [٢] دلالة على زمان دون زمان ، فلمّا لم يدلّ الفعل على
ظروف المكان بصيغته ؛ صار الفعل اللّازم منه بمنزلته من زيد وعمرو ، وكما أنّ
الفعل اللّازم ، لا يتعدّى بنفسه إلى زيد وعمرو ، فكذلك لا يتعدّى إلى ظروف [٣] المكان.
[علّة تعدّي اللّازم إلى الجهات السّتّ ونحوها]
فإن قيل : فلم
تعدّى إلى الجهات الستّ ، ونحوها من ظروف المكان؟ قيل : لأنّها أشبهت ظروف الزّمان
من وجهين :
أحدهما : أنّها
مبهمة غير محدودة ، وكان هذا اللّفظ مشتملا على جميع ما يقابل ظهره [٤] إلى أن تنقطع الأرض؟ (كما أنّك إذا قلت : «أمام زيد»
كان أيضا غير محدود ، وكان هذا اللّفظ مشتملا على جميع ما يقابل وجهه إلى أن تنقطع
الأرض) [٥] ، كما أنّك إذا قلت : «قام» دلّ على كلّ زمان ماض من
أوّل ما خلق الله الدّنيا إلى وقت حديثك ، وإذا [٦] قلت : «يقوم» دلّ على كلّ زمان مستقبل.
والوجه الثّاني
: أنّ هذه الظّروف لا تتقدّر على وجه واحد ؛ لأنّ فوقا يصير تحتا ، وتحتا يصير
فوقا ، كما أنّ الزّمان المستقبل يصير حاضرا ، الحاضر يصير ماضيا ، فلمّا أشبهت
ظروف الزّمان ، تعدّى الفعل إليها ، كما يتعدّى إلى ظروف الزّمان.
[حذف حرف الجرّ اتّساعا]
فإن قيل : فكيف
قالوا : «زيد منّي معقد الإزار ، ومقعد القابلة ، ومناط الثّريّا ، وهما خطّان
جانبي أنفها» يعني الخطّين اللّذين يكتنفان أنف الظّبية ، وهي