نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 120
وكذلك قولهم : «بحسبك زيد ، وما جاءني
من أحد» / و/ [١]
لو حذفت حرف الجرّ ، لقلت : «حسبك زيد ، وما جاءني أحد» بالرّفع ؛ فدلّ على أنّ
حذف حرف الجرّ ، لا يوجب النّصب.
[علّة إهمال ما التّميميّة]
فإن قيل : لم
لم تعمل على لغة بني تميم؟ قيل : لأنّ الحرف إنّما يعمل إذا كان مختصّا بالاسم ،
كحرف الجرّ ، أو بالفعل كحرف الجزم [و][٢] إذا كان يدخل على الاسم والفعل لم يعمل كحرف العطف ، و
«ما» تدخل على الاسم والفعل ، ألا ترى أنّك تقول : «ما زيد قائم ، وما يقوم زيد»
فتدخل عليهما ، فلمّا كانت غير مختصّة ؛ وجب أن تكون غير عاملة.
فإن قيل : فلم [٣] دخلت الباء في خبرها ؛ نحو : «ما زيد بقائم»؟ قيل : لوجهين
؛ أحدهما : أنّها أدخلت [٤] توكيدا للنّفي ، والثّاني : أن يقدّر أنّها جواب لمن
قال : «إنّ زيدا لقائم» فأدخلت الباء في خبرها ؛ لتكون بإزاء اللّام في خبر إنّ.
[إهمال ما الحجازيّة إذا توسّطت إلّا بينها وبين خبرها وعلّة ذلك]
فإن قيل : فلم [٥] بطل عملها في لغة أهل الحجاز ، إذا فصلت [٦] بين اسمها وخبرها بإلّا؟ قيل : لأنّ «ما» إنّما عملت ؛
لأنّها أشبهت «ليس» من جهة المعنى وهو ، النّفي ، و «إلّا» تبطل معنى النّفي ،
فتزول المشابهة ، وإذا [٧] زالت المشابهة ؛ وجب ألّا تعمل.
[إهمال ما الحجازيّة إذا فصل بينها وبين اسمها وخبرها ب «إن» الخفيفة وعلّة
ذلك]
فإن قيل :
فلماذا بطل عملها ـ أيضا ـ إذا فصلت [٨] بينها وبين اسمها وخبرها ب «إن» الخفيفة؟ قيل : لأنّ «ما»
ضعيفة في العمل ؛ لأنّها إنّما عملت لأنّها أشبهت فعلا لا يتصرّف شبها ضعيفا من
جهة المعنى ؛ فلمّا كان عملها ضعيفا ؛ بطل عملها مع الفصل ؛ ولهذا المعنى ، يبطل [٩] عملها ـ أيضا ـ إذا