نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 118
ثم نقول : إنّما جاز تقديم خبرها على اسمها ؛ لأنّها أضعف من «كان» لأنّها
تتصرّف ، ويجوز تقديم خبرها عليها ، وأقوى من «ما» لأنّها حرف ، ولا يجوز تقديم
خبرها على اسمها ، فجعل لها منزلة بين المنزلتين ، فلم يجز تقديم خبرها عليها
نفسها ، لتنحطّ عن درجة «كان» وجوّزوا [١] تقديم خبرها على اسمها ؛ لترتفع عن درجة «ما».
[امتناع استعمال ما زال مع إلّا]
فإن قيل : لم
جاز : «ما كان زيد إلّا قائما» ولم يجز : «ما زال زيد إلّا قائما»؟ قيل : لأنّ «إلّا»
إذا دخلت في الكلام ، أبطلت معنى النّفي ، فإذا قلت : («ما كان زيد إلّا قائما»
كان التّقدير فيه : «كان زيد قائما» وإذا قلت :) [٢] «ما زال زيد إلّا قائما» ؛ صار التقدير : «زال زيد قائما» و «زال» لا
تستعمل إلّا بحرف النّفي ، فلمّا كان إدخال حرف الاستثناء يوجب إبطال معنى النّفي
، و «كان» يجوز استعمالها من غير حرف النّفي ، و «زال» لا يجوز استعمالها إلّا
بإدخال حرف [٣] النّفي ، جاز : «ما كان زيد إلّا قائما» ولم يجز «ما
زال زيد إلّا قائما» ؛ وأمّا قول الشّاعر : [٤] [الطّويل]
[٤]الشّاعر : ذو
الرّمّة ، غيلان بن عقبة بن بهيش ، من فحول الشّعراء العشّاق ؛ وشعره يعجب أهل
البادية ، ويدلّ على فطنة وذكاء ليسا في غيره ؛ له ديوان شعر مطبوع. مات بحزوى من
رمال الدّهناء سنة ١١٧ ه. الشّعر والشّعر ١ / ٥٢٤.
[٥] المفردات الغريبة
: حراجيج : جمع حرجوج أو حرجيج ، وهي النّاقة الجسيمة الطّويلة.
الخسف : الجوع ، وهو أن تبيت النّاقة
على غير علف.
موطن الشّاهد : (ما تنفكّ إلّا مناخة).
وجه الاستشهاد : مجيء خبر «تنفكّ»
مقرونا ب «إلّا» على وجه الشّذوذ. وقيل : «تنفكّ» تامّة لا خبر لها ؛ أي : لا
تنفصل من السّير إلّا في حال إناختها ؛ أو يكون خبرها : «على الخسف» و «مناخة» :
منصوبة على الحال في الوجهين.