نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 101
الباب الخامس عشر
باب التّعجّب
[علّة زيادة ما في التّعجّب]
إن قال قائل : لم
زيدت «ما» في التّعجّب ؛ نحو : «ما أحسن زيدا!» دون غيرها؟ قيل : لأنّ «ما» في
غاية الإبهام ، والشّيء إذا كان مبهما ؛ كان أعظم في النّفس [١] ؛ لاحتماله أمورا كثيرة ؛ فلهذا كانت زيادتها في
التّعجّب أولى من غيرها. فإن قيل : فما معناها؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛
فذهب سيبويه وأكثر البصريّين إلى أنّها بمعنى شيء ، وهو في موضع رفع بالابتداء ، «وأحسن»
خبره ؛ تقديره : شيء أحسن زيدا ؛ وذهب بعض النّحويّين من البصريّين إلى أنّها
بمعنى الذي ، وهو موضع رفع بالابتداء ، و «أحسن» صلته ، وخبره محذوف ؛ وتقديره :
الذي أحسن زيدا شيء ؛ وما ذهب إليه سيبويه والأكثرون أولى ؛ لأنّ الكلام على قولهم
مستقلّ بنفسه ، لا يفتقر إلى تقدير شيء ، وعلى القول الآخر ، يفتقر إلى تقدير شيء
، وإذا كان الكلام مستقلّا بنفسه ، مستغنيا عن تقدير ، كان أولى ممّا يفتقر إلى
تقدير.
[خلافهم في فعليّة حبّذا]
فإن قيل : هل :
«أحسن» فعل أو اسم؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب البصريّون إلى أنّه فعل
ماض ، واستدلّوا على ذلك من ثلاثة أوجه :
[استدلالات البصريّين على فعليّة حبّذا]
/ الوجه / [٢] الأوّل : إنّهم قالوا : الدّليل على أنّه فعل ، أنّه
إذا وصل بياء الضّمير ، فإنّ نون الوقاية تصحبه ؛ نحو : «ما أحسنني» وما أشبه ذلك
، وهذه النّون إنّما تصحب / ياء / [٣] الضّمير في الفعل خاصّة ؛ لتقيه من الكسر ، ألا ترى
أنّك تقول : أكرمني ، وأعطاني ، وما أشبه ذلك؟ ولو قلت في نحو / غلامي