كفنوني إن مت في درع أروى * * * و استقوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء باردة * * * الصيف سراج في الليلة الظلماء
و منها قصر عاصم بن عمرو و قصر المغيرة بن أبي العاصي و قصر عنبسة بن عمرو، و قد نزل به جعفر بن سليمان لما كان واليا على المدينة، و ابتنى إليه أرباضا أسكنها حشمه ثم تحول منه إلى العرصة، فابتنى بها و سكبنها حتى عزل، و في ذلك يقول ابن المزكّي:
أوحشت الجماء من جعفر * * * و طالما كانت به تعمر
كم صارخ يدعو و ذي كربة * * * يا جعفر الخيرات يا جعفر
أنت الذي أحييت بذل الندى * * * و كان قد مات فلا يذكر
و منها قصر المستقر لأبي بكر بن عبد اللّه بن مصعب، و قصر عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو، و قصر إبراهيم بن هشام، و قصر آل طلحة، و قصر خارجة، و قصر عبد اللّه بن عامر، و قصر مروان بن الحكم، و قصر سعيد بن العاص الجواد الشهير.
و بالجملة، فقد كان في العقيق صروح شماء و رياض فيحاء و مروج خضراء، و لا تزال معالم تلك القصور قائمة تنبئك عن مدينة واسعة و مجد تليد و عز منيع، و للّه عبد السلام بن يوسف إذ يقول شوقا إلى العقيق و ساكنيه:
على ساكني بطن العقيق سلام * * * و إن أسهروني بالفراق و ناموا
حظرتم علي النوم و هو محلّل * * * و حللتم التعذيب و هو حرام
إذا بنتم عن حاجري و حجرتم * * * على السمع أن يدنو إليه كلام
فلا ميلت ريح الصّبا فرع بانة * * * و لا سجعت فوق الغصون حمام
و لا قهقهت فيه الرعود و لا بكى * * * على حافتيه بالعشي غمام
فما لي و ما للربع قد بان أهله * * * و قد قوّضت من ساكنيه خيام
ألا ليت شعري هل إلى الرمل عودة * * * و هل لي بتلك البانتين لمام
و هل نهلة من بئر عروة عذبة * * * أداوي بها قلبا براه أوام
ألا يا حمامات الأراك إليكمو * * * فما لي في تغريدكن مرام
نام کتاب : المعالم الأثيرة في السنة و السيرة نویسنده : حميد الله، محمد جلد : 1 صفحه : 198