يقال له مسقط، و هو آخر عمان، و بين سيراف و هذا الموضع نحو مائتي فرسخ.
و في شرقيّ هذا البحر فيما بين سيراف و مسقط من البلاد سيف بني الصفّاق و جزيرة ابن كاوان. و في غربيّ هذا البحر جبال عمان، و فيها الموضع الذي يسمّى دردور و هو مضيق بين جبلين، تسلكه السفن الصغار و لا تسلك فيه الصينيّة، و فيه جبلا كسير و عوير، فإذا جاوزت الجبال صرت إلى موضع يقال له صحار عمان، فيستعذب الماء من مسقط من بئر بها و هناك جبل فيه رعاء غنم من بلاد عمان فتختطف [1] السفينة منها إلى بلاد الهند، و تقصد إلى كولو ملي، و فيها مسلحة لبلاد الهند و بها ماء عذب، فإذا استعذبوا من هناك الماء أخذوا من المركب الصينيّ ألف درهم و من غيرها عشرة دنانير إلى العشرين الدينار، و ملي من بلاد الهند.
و بين مسقط و بين كولو ملي مسيرة شهر، و بين كولو ملي و بين الهركند نحو من شهر. ثم يختطف من كولو ملي إلى بحر الهركند، فإذا جاوزوه، صاروا إلى موضع يقال له كله بار بينه و بين هركند جزائر قوم يقال لهم لنج [2]، لا يعرفون لغة، و لا يلبسون الثياب كواسج، لم ير منهم امرأة، يبيعون العنبر بقطع الحديد، و يخرجون إلى التجّار من الجزيرة في زواريق و معهم النارجيل، و شراب النارجيل يكون أبيض، فإذا شرب منه فهو حلو كالعسل، فإذا ترك يوما صار مسكرا، فإن بقي أيّاما حمض فيبيعونه بالحديد، و يتبايعون بالإشارة يدا بيد، و هم حذّاق بالسباحة، فربّما استلبوا الحديد من التجّار و لا يعطونهم شيئا، ثم تخطف السفينة إلى موضع يقال له كله بار، و هي من مملكة الزابج متيامنة عن بلاد الهند، يجمعهم ملك و لباسهم الفوط، ثم يتخطف إلى موضع يقال له تيومة، بها ماء عذب و المسافة إليها عشرة أيّام، ثم إلى موضع يقال له كدرنج [3] مسيرة عشرة أيّام بها ماء عذب، و كذلك في سائر جزائر الهند إن احتفر فيها الآبار وجد فيها الماء
[1] أخبار الصين و الهند لسليمان التاجر 22 (خطفوا- و هذه لفظة يستعملها أهل البحر، يعني يقلعون).