responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 608

و أشدهم بالدين تمسكا، فمنهم المحدثون و النبل المشهورون و العلماء المتقدمون و العباد المجتهدون.

فإن قال قائل: كيف تدفع فارس عن حسن التقية مع‌

قول النبي (صلى اللّه عليه و سلم): لو كان الإيمان معلقا [1] بالثريا لنالته رجال من فارس؟

قلنا له: في هذا القول دليل على رغبة الموصوفين في الدين و مسارعتهم إليه و تمسكهم بسنن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فيه.

و إنما هو كقولك: لو كنت في أقاصي البلاد لزرتك، فزيد: لتجشّمت الوصول إليك رغبة في لقائك. و خبر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من الأمر يكون فيما بعد إنّما هو عن اللّه عزّ و جلّ. و لا خلف لقول اللّه و لا تبديل. فإذا نحن تطلبنا مصداق هذا القول في أهل فارس لم نجده أولا و لا آخرا، إلّا أن أول أمرهم في الإسلام على ما قد علمت من شدة العداوة للمسلمين و محاربتهم إياهم حتى قهروا و هزموا و طلبوا و مزقوا، و لم تجد لهم [157 أ] بعد ذلك رجالا برعوا في العلم و عرفوا بالحفظ للأثر و التفقه في الدين و الاجتهاد في العبادة إلّا أن تجد من ذلك الشي‌ء اليسير و النبل المغمور.

فإن قال قائل: كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، جعله في أهل فارس فكيف جعلته في أهل خراسان؟ قلنا: إن فارس و خراسان كانتا عند العرب شيئا واحدا إلّا أنهما يتحاذّان و يتصلان، لأن لسان أهل خراسان و فارس بالفارسية، فهم يسمون جميعا الفرس. و كذلك المتكلمون بالعربية عند من لا يفصح من الأعاجم، عرب جميعا.

قال الشاعر يذكر بلاد فارس:

في بلدة لم تصل عكل بها طنبا* * * و لا خباء، و لا عكّ و همدان‌

و لا لجرم و لا الاتلاد من يمن‌* * * لكنها لبني الأحرار أوطان‌

أرض يبنّي بها كسرى مساكنه‌* * * فما بها من بني اللخناء إنسان‌

و روى أبو الجلد عمر بن جيلان قال: الدنيا كلها أربعة و عشرون ألف‌


[1] في الأصل: معلق. أما التقية الواردة هنا فقد نقل صاحب لسان العرب (وقي) عن ابن الأعرابي قوله: التّقاة و التّقيّة و التّقوى و الاتّقاء: كله بمعنى واحد.

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست