responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 510

و ما زالت السدنة تحتال للناس من جهة النيران بأنواع الحيل كاحتيال رهبان كنيسة القيامة ببيت المقدس بقولهم إنهم في بعض الأعياد يطفئون سائر القناديل التي في البيعة، و إن نارا تنزل من السماء حتى تلهب قنديلا قد جعلوه لذلك، و إن النار التي تلهبه تكون مضيئة ليست لها حرارة، فكلما ألهب منها قنديل آخر أخذت في الاحمرار و الحرارة حتى تعود إلى الطبع.

و كما قالت المجوس في آذر جوي و شق حين بنوا الكانون على قيّارة و نفّاطة.

و نيران أخر منها: نار البرق و نار الحباحب و هي اليراعة. و اليراعة دودة خضراء تكون في آخر الربيع تطير بالليل كأنها شرارة نار، فإن أخذها آخذ و جعلها في يده و نظر إليها [كانت‌] [1] كأنها نار. و أهل القرى يجعلونها على جباههم يلعبون بذلك. و هي بالنهار دودة خضراء.

و يقال إن بطلا أراد السلطان معاقبته، فأقامه في ماء بعض النهار [129 ب‌] و كانت ليلة باردة كثيرة الثلج. فنظر إلى مصباح في القرية فوضع عينيه عليه، و لم يزل في الحياة حتى خمد المصباح. فلما خمد المصباح مات الرجل من وقته، و كانت حياته بنظره إلى النار.

و ذكر اللّه عزّ و جلّ فضل النار في عدة مواضع من كتابه، من ذلك قوله‌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ‌. فجعلها أعظم من الماعون معونة و أخفها مؤونة. و الماعون الأكبر الماء و النار ثم الكلأ و الملح.

و الوجه الآخر من الامتنان بالنار قوله‌ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ ... الآية. و ليس يريد أن إحراق العباد بالنار من و الآية و نعمائه، و لكن أراد بالوعيد الصادق، إذ كان في غاية الزجر فهو من النعم السابغة و الآلاء العظام.

و كذلك القول في خلق جهنم إنه نعمة عظيمة و منّة جليلة، إذ كان زاجرا عن نفسه ناهيا، و إلى الجنة داعيا.


[1] زيادة يقتضيها السياق.

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست