الشمال و الصبا و هي الجوزاء و الميزان و الدلو [100 أ] و أصحاب تدبيرها زحل و المشتري مشرقين، فلذلك صار الذين في هذه الكور يسجدون للشمس و المشتري و هم يشبهون المجوس و عباداتهم و آدابهم حسنة. و لهم ملاحة و قبول. ماضين للحق، مقتصدين في مجامعة النساء. و يحبون البرّ و الصلة. و عامة ذلك من تشريق زحل و المشتري.
فأما الربع الرابع الذي بين الحوت و الميزان و اليه من المثلثات: السرطان و العقرب و الحوت. و مدبّرهم من الكواكب: المريخ و الزهرة مغربين. فأسماء الأمم التي في هذا الربع: قونيه و ميدنية و إفريقية و مور طلينا و طنجه و مراميه.
فلذلك أهل هذه البلاد يملّكون رجلا و امرأة. فأما الرجل فيملك الرجال، و المرأة تملك النساء. و يحبون مجامعة الإناث و عامة نكاحهم زنى. و يحبون الزينة و المال، و يتزينون بزي النساء من أجل الزهرة. و هم أهل غش و سحر و جرأة [في إلقاء] أنفسهم في المهلكة من أجل المريخ و ولايته إياهم.
و نصيب هذا الربع من وسط الأرض و سقى و تمريقى و البرط السفلى و اطرز المغرب و مارثها و الحبشة و الاسطون و هم ما بين الشمال و الصبا.
و لهم من المثلثات: التومين و الميزان و الدلو. و مدبّرهم من الكواكب: زحل و المشتري و عطارد. و هذه الكور قريبة من مدار الكواكب الخمسة الجارية إذا كانت مغربة. و لذلك هم أهل تدين و تعظيم الآلهة. يعرفون حقّها و يحبون النياحة. و لهم آداب كبيرة مختلفة و أديان متفرقة. و إذا ملكوا كانوا أذلّاء جبناء صابرين. و إذا ملكوا كانوا أهل طيب أنفس و عطية كثيرة. و خلقهم على نحو طبيعة أرضهم.
و عامة ذكرانهم ضعفاء مؤنثون يتركون الجماع من حيث ينبغي و يأتون النساء من حيث لا ينبغي لتقريب الزهرة.
و ذكروا أن الأرض و الماء و سائر الطبائع كرية. و ان استدارة الأرض كلها و جبالها و بحارها أربعة و عشرون ألف ميل. و ان قطرها و عمقها و عرضها سبعة آلاف و ستة و ثلاثين. و انهم استدركوا ذلك بأنهم أخذوا ارتفاع القطب الشمالي في مدينتين هما على خط الاستواء مثل مدينة تدمر [100 ب] و الرقة، فوجدوا ارتفاع