responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 141

سالت له العين عين القطر فائضة* * * فيها عطاء جليل غير مصرود

و قال للجنّ ابنوا منه لي أثرا* * * يبقى إلى الحشر لا يبلى و لا يؤدي‌

فصيّروه صفاحا ثمّ ميل به‌* * * إلى السماء بأحكام و تجويد

و أفرغوا القطر فوق السور منحدرا* * * فصار صلبا شديدا مثل صيخود

و ردّ فيها كنوز الأرض قاطبة* * * و سوف يظهر يوما غير محدود

لم تبق من بعدها في الملك شارفة* * * حتّى يضمّن رمسا بطن أخدود

و صار في قعر بطن الأرض مضطجعا* * * مضمّنا بطوابيق الجلاميد

هذا لتعلم أنّ الملك منقطع‌* * * إلا من اللّه ذي التّقوى و ذي الجود

ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند مغيب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل، و هي كثيرة الأمواج، فنظرنا فإذا رجل قائم فناديناه من أنت؟ قال: أنا رجل من الجنّ، و كان سليمان بن داود حبس والدي فوق الماء في‌ [1] هذه البحيرة، فأتيته لأنظر ما حاله، قلنا: فما لك قائما فوق الماء؟ قال: سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه. فيصلّي على شاطئ هذه البحيرة أيّاما و يهلّل اللّه و يمجده، قلنا: فمن تظنّه؟ قال: أظنّه الخضر، ثم غاب عنا، فبتنا تلك الليلة على شاطئ البحيرة، و قد كنت أخرجت معي عدّة من الغوّاصين، فغاصوا في البحيرة فأخرجوا منها حبّا من صفر مطبّقا رأسه بصفر، مسمورا بمسامير من صفر، فأمرت بقلع الصفر فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر، فطار في الهواء و هو يقول: يا نبيّ اللّه لا أعود، ثم غاصوا ثانية و ثالثة فأخرجوا عدّة من أولئك، ثم ضجّ أصحابي و خافوا أن ينقطع بهم الزاد، فأمرت بالرحيل و انصرفت بالطريق الذي سلكته، و أقبلت حتى نزلت القيروان، و كتابي منها و الحمد للّه الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره و سلّم له جنده و السلام. فلمّا قرأ عبد الملك بن مروان كتاب موسى بن نصير و كان عنده الزّهريّ قال: ما تظنّ بأولئك الذين صعدوا فوق السور كيف استطيروا؟ قال: أظنّهم خبلوا


[1] لدى ياقوت (ولدي).

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست