responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 87
وخَيْرُك مِن بَاسِطٍ كَفَّهُ ... وَمِمَّنْ تَناءىَ قريبُ الجَنى
غَمَرْتَ الوَرى بصُنوفِ النَّدَى ... فأصْغَرُ مَا مَلَكوهُ الْغِنى
وغادَرْتَ أشْعرَهُمْ مُفْحَماً ... وأشْكَرَهُمْ عَاجِزاً ألْكَنا
أيَا مَن عَطَايَاهُ تُهْدى الغنى ... إلى راحتَيْ مَن نأى أو دنَا
كَسَوْتَ المُقِيمين والزَّائِرينَ ... كُسى لم يُخَلْ مثلُها مُمْكِنَا
وحَاشِيَةُ الدَّارِ يَمْشُونَ في ... ضُرُوب من الخَزِّ إلا أنَا
ولَسْتُ أذكِّرُ بِي جَارياً ... عَلى العَهْدِ يُحْسِنُ أن يُحْسِنَا
فقال له الصاحب: قرأت في أخبار معن بن زائدة، أن رجلاً قال له: احملني أيها الأمير. فأمر له بناقة، وفرس، وبغل، وحمار، وجارية، ثم قال له: لو علمت مركوباً غيرها لحملتك عليه. وقد أمرنا لك من الخزبجية، ودراعة، وقميص، وسراويل، وعمامة، ومنديل ومطرف، ورداء، وجورب، ولو علمنا لباساً آخر يتخذ من الخز أعطيناكه.
وقد بلغ حيث معن المذكور للمعلى بن أيوب، فقال: رحم الله ابن زائدة، لو كان يعلم أن الغلام يركب لأمر له به، ولكنه كان عربياً خالصاً.
قلت: وقد ذكرت أنا هذه القصة لبعض موالي الديار الرومية، فقال: لو كنت أنا مكان ابن زائدة ما أعطيته إلا الغلام فقط، إذ لا يركب غيره.
وعن محمد بن عبد الملك الزيات الوزير، قال: كان رجل من ولد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لا يلقى أحمد بن أبي داود إلا لعنه، ودعا عليه، سواء وجده منفرداً، أو في محفل، وأحمد لا يرد عليه؛ فاتفق أن عرضت للعمري حاجة عند المعتصم، فسألني أن أرفع قضيته، فخشيت أن يعارض أحمد، فامتنعت، فألح علي، فأخذت قصته، ودخلت إلى المعتصم، فلم أجد أحمد، فاغتنمت غيبته، ودفعت له قصة الرجل، فدخل أحمد وهي في يده، فناولها له، فلما رأى اسمه، وفيه أنه من ذرية عمر بن الخطاب، قال: يا أمير المؤمنين، عمر ابن الخطاب يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تقضي لولده كل حاجة.
فوقع بقضاء حاجته، وأخذت القصة، ودفعتها للرجل، وقلت له: اشكر القاضي، فهو الذي اعتنى بك حتى قضيت حاجتك.
فجلس الرجل حتى خرج أحمد، فقام إليه، فجعل يدعو له ويشكره، فالتفت إليه أحمد، وقال له: اذهب عافاك الله، فإني إنما فعلت ذلك لعمر، لا لك.
ومن أخباره الشنيعة المتلقة بأمر المحنة بالقول بخلق القرآن، وبقيامه في ذلك، على وجه الاختصار، ما حكاه ابن السبكي في " الطبقات الكبرى " في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله تعالى، قال: ذكر الداهية الدهيا، والمصيبة العُظمى، وهي محنة عُلماء الزمان، ودعاؤهم إلى القول بخلق القرآن، وقيام أحمد بن حنبل الشيباني، وابن نصر الخزاعي، مقام الصديقين، وما اتفق في تلك الكاينة من أعاجيب تناقلتها الرواة على ممر السنين: كان القاضي أحمد بن أبي داود ممن نشأ في العلم، وتضلع بعلم الكلام، وصحب فيه صباح بن العلاء السلمي، صاحب واصل بن عطاء، أحد رءوس المعتزلة، وكان ابنأبي داود رجلاً فصيحاً، قال أبو العيناء: ما رأيت قط أفصح ولا أنطق منه، وكان كريماً ممدحاً، وفيه يقول بعضهم:
لقد أنْسَتْ مَسَاويَ كُلِّ دَهْرٍ ... مَحَاسِنُ أحمدَ بن أبي دُوَادِ
ومَا طَوَّفْتُ في الآفَاقِ إلاَّ ... ومِن جَدْوَاك رَاحِلَتي وزَادِي
مُقِيمُ الظَّنِّ عندك والأمَانِي ... وإن قلقتْ رِكابِي في البلادِ
وكان معظماً عند المأمون أمير المؤمنين، يقبل شفاعته، ويُصغي إلى كلامه، وأخباره في هذا كثير، فدس له ابن داود له القول بخلق القرآن، وحسنه عنده، وصيره يعتقده حقاً مُبيناً، إلى أن أجمع رأيه في سنة ثمان عشرة ومائتين، على الدعاء إليه، فكتب إلى نائبه على بغداد، إسحاق بن إبراهيم الخزاعي، عم طاهر بن الحسين، في امتحان العلماء كتاباً، يقول فيه كذا وكذا.
ثم ساق الكتاب، وجوابه، وأخباراً أخر تتعلق بالإمام أحمد وغيره، أضربنا عنها خوف الإطالة، إذ المراد بيان أن السبب في هذه المحنة العظمى هو ابن داود، وذكر يسير من أخباره المتعلقة بها، وأما حصرها فلا سبيل إليه.

نام کتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست