responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 242
النظام الإقطاعي الذي طُبِّقَ على نطاقٍ واسعٍ في ذلك العصر، والذي شكَّل الإطار الرئيسي الذي تطورت داخله الصورة الحقيقية لنظم الحكم والإدارة عندئذ. ذلك أن الخطأ الكبير الذي يقع فيه كثيرون هو أنهم يظنون أن النظام الإقطاعي بخصائصه المعروفة المرتبطة أساسًا بالأرض ليس إلَّا ظاهرةً اقتصاديةً لا أكثر، في الوقت الذي أثبتت الدراسة الواعية الجادة أن النظام الإقطاعي -كما عرفته وطبقته العصور الوسطى- يمثل ظاهرة سياسية اقتصادية حربية اجتماعية إدارية, ولا عبرة هنا بمفهوم لفظ الإقطاع في الشطر الأول من تاريخ الدولة الإسلامية، عندما نسمع أن الخليفة أقطع فردًا أو عشيرةً أو قبيلةً قطعة من الأرض أو إقليمًا محددًا، أو أن مدينة جديدة -مثل القطائع- اختطت، فاتخذت كل طائفة قطيعة خاصةً بها؛ فالإقطاع هنا لا يعدو المعنى اللغوي الضيق للفظ، أي: مجرد قطعة من الأرض منحت لأمير أو قائد أو جماعة على سبيل المكافأة أو التقدير، لتعيش عليها, وتستفيد مما تدره من خيرات، دون أن تستهدف هذه العملية نوعًا من الالتزامات أو الواجبات. أما الإقطاع الذي نقصده في دراستنا، والذي عرفته الدولة الإسلامية أواخر العصور الوسطى، وانتقل بأركانه من السلاجقة إلى الأيوبيين ثم المماليك، فيعني نظامًا محدد الأركان، يقوم في جوهره على أساس فكرة الاستفادة من الأرض مقابل الالتزام بواجبات معينة. وبعبارةٍ أخرى: فإن النظام الإقطاعي الذي نقصده يعطي فردًا معينًا حقَّ الاستفادة من مساحة محددة من الأرض داخل إطار مجموعة من الحقوق والواجبات المتبادلة بين الْمُقطِع والْمُقطَع.
ولتفسير ذلك نقول: إنه حدث في أواخر العصور الوسطى أن ظهر عجز العنصر العربي عن الاستمرار في الدفاع عن الكيان الإسلامي ضد الأخطار الكبرى التي هددته من مختلف الجهات المحيطة به, وكان ذلك العجز نتيجة طبيعية للجهد الكبير الذي بذله العرب منذ فجر الإسلام في الجهاد
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست