responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 500

و أخبرني‌ [1] جعفر بن محمد الوراق الكوفي، قال: حدثني عبد اللّه بن علي بن عبيد اللّه العلوي الحسيني، عن أبيه، قال:

كتب المأمون إلى عبد اللّه بن موسى و هو متوار منه يعطيه الأمان، و يضمن له أن يوليه‌العهد بعده، كما فعل بعلي بن موسى، و يقول: ما ظننت أن أحدا من آل أبي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا، و بعث الكتاب إليه.

فكتب إليه عبد اللّه بن موسى:

وصل كتابك و فهمته، تختلني فيه عن نفسي ختل القانص، و تحتال على حيلة المغتال القاصد لسفك دمي.

و عجبت من بذلك العهد و ولايته لي بعدك، كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا، ففي أي شي‌ء ظننت أني أرغب من ذلك؟.

أفي الملك الذي قد غرتك نضرته و حلاوته؟فو اللّه لأن أقذف و أنا حيّ في نار تتأجج‌ أحب إليّ من أن ألي أمرا بين المسلمين أو أشرب شربة من غير حلها مع عطش شديد قاتل.

أم في العنب المسموم الذي قتلت به الرضا؟ أم ظننت أن الاستتار قد أملّني و ضاق به صدري، فو اللّه إني لدلك، و لقد مللت الحياة و أبغضت الدنيا، و لو وسعني في ديني أن أضع يدي في يدك حتى تبلغ من قبلي مرادك لفعلت ذلك، و لكن اللّه قد حظر على المخاطرة بدمي، وليتك قدرت عليّ من غير أن أبذل نفسي لك فقتلتني، و لقيت اللّه-عزّ و جلّ-بدمي، و لقيته قتيلا مظلوما، فاسترحت من هذه الدنيا.

و اعلم أني رجل طالب النجاة لنفسي، و اجتهدت فيما يرضى اللّه عزّ و جلّ عني، و في عمل أتقرب به إليه، فلم أجد رأيا يهدي إلى شي‌ء من ذلك، فرجعت إلى القرآن الذي فيه الهدى و الشفاء، فتصفحته سورة سورة، و آية آية، فلم أجد شيئا أزلف للمرء عند ربه جل و عز من الشهادة في طلب مرضاته.

ثم تتبعته ثانية أتأمل الجهاد أيه أفضل، و لأي صنف، فوجدته جل و علا


[1] من هنا إلى قوله: «و لم يزل عبد اللّه متواريا إلى أن مات في أيام المتوكل» غير موجود في الخطية.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست