responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 499

فبأي شي‌ء تغرني‌ [1] ؟ما فعلته بأبي الحسن-صلوات اللّه عليه-بالعنب الذي أطعمته إيّاه فقتلته.

و اللّه ما يقعدني عن ذلك خوف من الموت و لا كراهة له، و لكن لا أجد لي فسحة [2] في تسليطك على نفسي، و لولا ذلك لأتيتك حتى تريحني من هذه الدنيا الكدرة.

و يقول فيها:

هبني لا ثأر لي عندك و عند آبائك المستحلين لدمائنا، الآخذين حقنا، الذين جاهروا [3] في أمرنا فحذرناهم، و كنت ألطف حيلة منهم بما استعملته من الرضى بنا و التستر لمحننا، تختل واحدا فواحدا منا، و لكني كنت امرأ حبب إليّ الجهاد، كما حبب إلى كل امرئ بغيته‌ [4] ، فشحذت سيفي، و ركبت سناني على رمحي، و استقرهت فرسي، لم أدر أيّ العدوّ أشد ضررا على الإسلام، فعلمت أن كتاب اللّه يجمع كل شي‌ء، فقرأته فإذا فيه: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا قََاتِلُوا اَلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ اَلْكُفََّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً [5] .

فما أدري من يلينا منهم، فأعدت النظر، فوجدته يقول: لاََ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوََادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كََانُوا آبََاءَهُمْ أَوْ أَبْنََاءَهُمْ أَوْ إِخْوََانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [6] فعلمت أنّ عليّ أن أبدأ بما قرب مني.

و تدبرت فإذا أنت أضر على الإسلام و المسلمين من كل عدو لهم، لأن الكفار خرجوا منه و خالفوه فحذرهم الناس و قاتلوهم، و أنت دخلت فيه ظاهرا فأمسك الناس و طفقت تنقض عراه عروة عروة، فأنت أشد أعداء الإسلام ضررا عليه.

و هي رسالة طويلة قد أتينا بها في الكتاب الكبير.


[1] في الخطية «بأي شي‌ء نعتذر مما فعلته... » .

[2] في ط و ق «قسمة» .

[3] في ط و ق «جاهدوا» .

[4] في ط و ق «تبعته» .

[5] سورة التوبة 123.

[6] سورة المجادلة 22.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست