responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 418

بشر، عن قتادة، عن كعب، قال: [1] كان سبب استنقاذ بني إسرائيل من أرض بابل أن نصر لما صدر من بيت المقدس بالأسارى، و فيهم دانيال و عزير، فاتخذ بني إسرائيل خولا زمانا طويلا، و إنه رأى رؤيا فزع منها، فدعا كهنته و سحرته فأخبرهم بما أصابه من الكرب في رؤياه، و سألهم أن يعبروها، فقالوا: قصها علينا، قال: قد أنسيتها، فأخبروني بتأويلها، قالوا: لا نقدر حتى تقصها، فغضب و قال: قد أجلتكم ثلاثة أيام فإن أتيتموني بتأويلها و إلا قتلتكم.

و شاع ذلك في الناس، فبلغ دانيال و هو محبوس، فقال لصاحب السجن: هل لك أن تذكرني للملك، فإن عندي علم رؤياه، و إني أرجو أن تنال بذلك عنده منزلة، فقال له: إني أخاف عليك سطوة الملك، لعل غم السجن حملك على أن تروح بما ليس عندك فيه علم، قال دانيال: لا تخف عليّ فإن لي ربا يخبرني بما شئت من حاجتي.

فانطلق صاحب السجن فأخبر نصر بذلك، فدعا دانيال فدخل، و لا يدخل عليه أحد إلا سجد له، فوقف دانيال و لم يسجد، فقال الملك لمن في البيت: اخرجوا، فخرجوا، فقال: ما منعك أن تسجد لي؟ قال: إن لي ربا أتاني هذا العلم على أن لا أسجد لغيره، فخشيت أن أسجد لك فينسلخ عني العلم ثم أصير في يديك أميا لا تنتفع بي فتقتلني، فرأيت ترك السجدة أهون من القتل، و خطر سجدة أهون من الكرب الّذي أنت فيه، فتركت السجود نظرا إلى ذلك.

فقال نصر: لم يكن قط أوثق في نفسي منك حيث وفيت لإلهك، و أعجب الرجال عندي الذين يوفون لأربابهم بالعهود، فهل عندك علم بهذه الرؤيا التي رأيت؟

قال: نعم عندي علمها و تفسيرها.

قال: رأيت صنما عظيما، رجلاه في الأرض و رأسه يمس السماء، أعلاه من ذهب و وسطه من فضة، و أسفله من نحاس، و ساقاه من حديد، و رجلاه من فخار، فبينا أنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه و احكام صنعته قذفه اللَّه بحجر من السماء فوقع على قبة رأسه، فدقه حتى طحنه، فاختلط ذهبه و فضته و نحاسه و حديدة و فخاره حتى يخيل إليك‌


[1] الخبر في تاريخ الطبري 1/ 554، و مرآة الزمان 1/ 549، 550، و قارن بالاصحاح الثاني من سفر دانيال (العهد القديم 983).

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست