responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 409

لإحاطة البحر و الأنهار بها، فصاروا في مثل الجزيرة من جزائر البحر.

و ذلك أن الفرات أقبل من بلاد الروم، فظهر بناحية قنسرين، ثم انحط على الجزيرة و سواد العراق حتى وقع في البحر من ناحية البصرة و الأيلة، فامتد البحر من ذلك الموضع مطيفا ببلاد العرب، فأتى منها على صفوان و كاظمة، و نفذ إلى القطيف و هجر و عمان و الشحر، و مال منه عنق إلى حضرموت و ناحية أبين و عدن، و استطال ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن، و مضى إلى ساحل جدة.

و أقبل النيل في غربي هذا العنق من أعلى بلاد السودان مستطيلا معارضا للبحر معه حتى وقع في بحر مصر و الشام.

ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين، فمر بعسقلان و سواحلها، و أتى على بيروت و نفذ إلى سواحل حمص و/ قنسرين حتى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات فخطا على أطراف قنسرين و الجزيرة إلى سواد العراق.

و أقبل جبل الصراة من قعر اليمن حتى بلغ أطراف الشام، فسمته العرب حجازا، لأنه حجز بين الغور و نجد، فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه الغور و ما دونه في شرقيه النجد.

فصار لعمرو بن معد بن عدنان، و هو قضاعة جدة و ما دونها إلى منتهى ذات عرق إلى حيز الحرم، فانتشروا فيها، و كان لجنادة بن معد الغمر.

و صار لمضر بن نزار حيز الحرم إلى السروات.

و صار لربيعة بن نزار مهبط الجبل من غمر ذي كندة و بطن ذات عرق إلى عمرة و ما صاقبها من بلاد نجد الغور من تهامة.

و صار لأياد و أنمار ما بين حذاء من مصر إلى أرض نجران و ما قاربها.

و صار لباقي ولد معد أرض مكة و أوديتها و شعابها و جبالها و بطاحها و ما صاقبها من البلاد، فأقاموا بها مع من كان في الحرم من جرهم. و سنذكر أحوال بني نزار في نسب نبينا صلّى اللَّه عليه و سلم.

و في ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل و نزل بعضهم أرض الحجاز بيثرب، و وادي القرى و غيرهما.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست