responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 405

ثم لأدوسنهم بألوان العذاب حتى لو كان الكائن منهم في خالق لوصل ذلك إليه، إني إنما أكرم من أكرمني، و إنما أهين من هان عليه أمري، ثم لآمرن السماء خلال ذلك فلتكونن طبقا من حديد، و لآمرن الأرض فلتكونن سبيكة من نحاس، فلا سماء تمطر و لا أرض تنبت. فإن أمطرت خلال ذلك شيئا سلطت عليه الآفة، فإن خلص منهم شي‌ء نزعت منه البركة، و إن دعوني لم أجبهم، و إن سألوني لم أعطهم، و إن بكوا لم أرحمهم، و إن تضرعوا إليّ صرفت وجهي عنهم، و إن قالوا: اللَّهمّ أنت الّذي ابتدأتنا و آباءنا من قبلنا برحمتك و كرامتك، و ذلك بأنك اخترتنا لنفسك، و جعلت فينا نبوتك و كتابك، ثم مكنت لنا في البلاد و استخلفتنا فيها و ربيتنا و آباءنا من قبلنا بنعمتك صغارا و حفظتنا و إياهم برحمتك كبارا، فأنت أحق المنعمين أن لا تغير إن غيرنا، و لا تبدل إن بدلنا، و أن يتم نعمه و إحسانه.

فإن قالوا ذلك قلت لهم: إني ابتدئ عبادي بنعمتي و رحمتي، فإن قبلوا أتممت، و إن استزادوا زدت، و إن شكروا ضاعفت، و إن بدلوا غيرت، و إذا غيروا غضبت، و إذا غضبت عذبت، و ليس يقوم لغضبي شي‌ء.

و قال كعب: قال أرمياء: برحمتك أصبحت أتكلم بين يديك، و هل ينبغي لي ذلك و أنا أذل و أضعف من أن ينبغي لي أن أتكلم بين يديك، و لكن برحمتك أبقيتني لهذا اليوم، و ليس أحد أحق من يخاف هذا العذاب و هذا الوعيد مني بما رضيت به مني طولا و الإقامة في دار الخاطئين و هم يعصونك حولي بغير نكير و لا تغير مني، فان تعذبني فبذنبي، و إن ترحمني فذلك ظني بك.

ثم قال: يا رب سبحانك و بحمدك و تباركت ربنا و تعاليت إنك المملك هذه القرية و ما حولها و هي مساكن أنبيائك، و منزل وحيك، يا رب سبحانك و بحمدك و تباركت و تعاليت إنك لمخرب هذا المسجد و ما حوله من المساجد و من البيوت التي رفعت لذكرك، يا رب و إنك لتعذب هذه الأمة و هم ولد إبراهيم خليلك، و أمة موسى نجيك، و قوم داود صفيك، يا رب أي القرى يأمن عقوبتك بعد أوري‌شلم، و أي العباد يأمنون سطوتك بعد ولد خليلك إبراهيم، و أمة نجيك موسى، و قوم خليفتك داود تسلط عليهم عبدة النيران.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست