نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 401
يخبره، فكتب إليه أبوه يأمره بمناهضة «فراسياب»، فرأى أن الحرب بعد الصلح لا يحسن، فراسل فراسياب في أخذ الأمان منه، فأجابه و زوجه ابنته، فحملت منه فأشفق على ملكه منه لما رأى من كماله، و حرض عليه فقتله.
فبلغ الخبر أباه، فبعث من غزا الترك و أثخن فيهم، و جاء بزوجة ابنه و ولدها، و اسمه «كيخسرو»، فقام بالملك بعد جده كيقابوس.
ثم نهض طالبا بثأر أبيه، فلقي «فراسياب»، فقتل بينهما مائة ألف، ثم ظفر «بفراسياب» فقتله.
ثم زهد في الملك و تنسك بعد أن ملك مملكة الفرس ستين سنة، و أعلم الوجوه من أهله بذلك، فجزعوا و تضرعوا إليه أن لا يفعل، فلم يقبل منهم.
قالوا: فسم لنا من يملك. و كان «لهراسب» حاضرا، فأشار إليه، فلما ولي الأمر بنى مدينة بلخ و أقام بها يقاتل الترك. و دون الدواوين، و عمر الأرض، و جبى الخراج، و كان بعيد الهمة، محمود السيرة، تقر له الملوك بأنه ملكهم، و في زمانه بعث «أرميا»
و هو أرمياء الألف مضمومة، كذلك قرأته على شيخنا أبي منصور اللغوي.
أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو علي بن دوما، قال: أخبرنا مخلد بن جعفر، قال: أخبرنا الحسن بن علي القطان، قال: أخبرنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال: حدثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، قال:
حدثنا إدريس، عن وهب:
ان أرمياء كان غلاما من أبناء الملوك، و كان زاهدا، و لم يكن لأبيه ابن غيره، و كان أبوه يعرض النكاح، و كان يأبى مخافة أن يشغله عن عبادة ربه، فألح عليه أبوه و زوجه في أهل بيت من عظماء أهل مملكته، فلما دخلت عليه امرأته، قال لها: يا هذه، إني مسر إليك أمرا فإن كتمته علي و سترته سترك اللَّه في الدنيا و الآخرة، و إن أنت أفشيته قصمك
[1] مكان العنوان بياض في الأصل، و ما أوردناه من المختصر.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 401