نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 400
به، فذبح ولده بين يديه، و سمل عينيه و حمله إلى بابل، و خرب المدينة و سبى بني إسرائيل و حملهم إلى بابل، فمكثوا بها إلى أن ردهم إلى بيت/ المقدس كيرش بن جاما سب» لقرابة كانت بينه و بينهم من قبل أمه، فكان جميع ما ملك «صديقيا» إحدى عشرة سنة و ثلاثة أشهر.
ثم صار ملك بيت المقدس و الشام «لأشتاسب بن بهراسب»، و عامله على ذلك كله نصر.
و قال محمد بن إسحاق [1]: لما قبض اللَّه عز و جل صديقه ملك بني إسرائيل الّذي قد تقدم خبره، مرج أمر بين إسرائيل و تنافسوا الملك حتى قتل بعضهم بعضا و نبيهم شعيا معهم لا يقبلون منه.
فأوحى اللَّه تعالى إليه: قم في قومك أوح على لسانك، فلما قام أنطق اللَّه لسانه بالوحي فوعظهم و خوفهم الغير، بعد ما عدد عليهم نعم اللَّه عليهم.
فلما فرغ من مقالته عدوا عليه، فهرب منهم، فلقيته شجرة، فانفلقت، فدخل فيها و أدركه الشيطان، فأخذ بهدبة من ثوبه، فأراهم إياه، فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوها و قطعوه في وسطها.
قد ذكرنا ملوك بني إسرائيل في ذلك الزمان، فأما ملوك فارس فإنه كان قد ملك إقليم بابل و المشرق من ملوك فارس «كيقباذ»، و قد ذكرنا الملوك قبله في قصة يوشع.
ثم ملك بعده «كيقابوس»، و كان يسكن بلخ، و ولد له ولد لم ير أحسن منه و لا أكمل، فسماه سياوخش، و كان قد تزوج بنت «فراسياب» ملك الترك، فهويت سياوخش و دعته إلى نفسها، فامتنع فأفسدت ما بينه و بين أبيه، فبعثه أبوه لحرب «فراسياب» لأمر جرى بينهما، فلما صار إلى هناك جرى بينه و بين ملك الترك صلح، فكتب إلى أبيه