responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 390

اللَّه من شرهم، فائتمروا أن يهربوا من بلاده، فخرجوا متوجهين إلى زرح ملك الهند.

فلما دخلوا عليه سجدوا و شكو إليه ما جرى عليهم، و قالوا: أنت أولى بملكنا، فقال: ما كنت مجيبكم ( [1)] إلى مقاتلة قوم لعلكم أطوع لي منكم، حتى أبعث إليهم أمناء، فإن كان الأمر على ما قلتم نفعكم ذلك عندي و إلا أنزلت بكم العقوبة.

فاختار من قومه جواسيس ليعلموا علم القوم و يبحثوا له عن شأن تلك الأرض.

فجهزهم و أعطاهم جواهر و كسوة ليبيعوا ذلك هنالك. فساروا كالتجار حتى فصلوا عليهم و دعوا الناس إلى أن يشتروا [2] منهم.

و كان أسا الملك قد تقدم إلى نساء بني إسرائيل انه إن رأى امرأة لا زوج لها بهيئة امرأة لها زوج قتلها أو نفاها، لأن إبليس لم يدخل على أهل الدين في دينهم بأشد من مكيدة النساء. فكانت المرأة التي لا زوج لها لا تخرج إلا في ثياب رثة، فكان النساء يشترين من هذه الأمتعة سرا بالليل، و لم يزل أولئك ينظرون في أحوال المدينة حتى عرفوا جميع أخبارها، فكانوا قد ستروا محاسن ما معهم ليجعلوه هدية للملك، فقالوا للناس: ما بال الملك لا يشتري منا شيئا و عندنا من الطرائف، ثم نحن نعطيه بغير ثمن.

فقالوا لهم: إن له من الخزائن ما لا يقدر على مثله، إنه استفرغ الخزائن التي سار بها موسى من مصر، و الحليّ الّذي كان بنو إسرائيل أخذوا، و ما جمع يوشع و سليمان و الملوك.

قالوا: فبما ذا يقاتل عدوا إن عرض له؟ فقالوا لهم: إن عدته للقتال قليلة، غير أن له صديقا لو استعان به على أن يزيل ( [3)] الجبال أزالها، فإذا كان معه صديقه فليس شي‌ء من الخلق يطيقه.

قالوا: و من صديقه و كم عدد جنوده؟ قالوا: لا تحصى جنوده، و كل شي‌ء من الخلق له، لو أمر البحر لطمّ [على البر] [4].

فدخل بعض الجواسيس على أسا الملك، و قال: إن معنا هدية نريد أن نهديها لك من طرائف، أو تشتري منا فنرخصه عليك.


[1] في الأصل مجيبهم، و لا يستقيم المعنى.

[2] في الأصل يشترون، و هي للمذكر السالم.

[3] في الأصل: يزل.

[4] ما بين المعقوفتين: من تاريخ الطبري.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست