نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 359
ذكر لقاء موسى الخضر عليهما السلام
كان سبب طلب موسى الخضر أن موسى سئل من أعلم أهل الأرض؟ فقال: أنا، قيل له: لنا عبد هو أعلم منك يعني الخضر.
أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداوديّ، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن حمويه، أخبرنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا عبد اللَّه بن محمد، حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب، عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلم، قال: «قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب اللَّه عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللَّه إليه: أن عبدا من عبادي عند مجمع البحرين، قال: يا رب، كيف لي به، قيل له: أحمل حوتا فتجعله في مكتل فإذا فقدته فهو ثمّ.
فانطلق و انطلق معه فتاه يوشع بن نون، و حملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة و وضعا رءوسهما فناما، فانسل الحوت من المكتل، فاتخذ سبيله في البحر و كان لموسى و لفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما و يومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه:آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً [1]. و لم يجد موسى من النصب حتى جاوز المكان الّذي أمر به، فقال له فتاه:أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ [2] قال موسى:
ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [3] حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب- أو قال بثوبيه- فسلم موسى عليه، فقال الخضر: و أنّى بأرضك السلام؟
فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعمهَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [4]، فقال:إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [5] يا موسى إني على علم