نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 329
فثقوا أن النصر من اللَّه تعالى، و كونوا على ثقة من درك الطلبة إذا صحت نياتكم، و اعلموا أن هذا الملك لا يقوم إلا بالاستقامة و حسن الطاعة، و قمع العدوّ و سدّ الثغور و العدل للرعية و إنصاف المظلوم، فشفاؤكم عندكم، و الدواء الّذي لا داء فيه الاستقامة، و الأمر بالخير و النهي عن الشرّ، و لا قوة إلا باللَّه.
انظروا للرعية فإنّها مطعمكم و مشربكم، و متى عدلتم فيها رغبوا في العمارة، فزاد ذلك في خراجكم، و تبين في زيادة أرزاقكم، و إذا خفتم على الرعية زهدوا في العمارة، و عطلوا أكثر الأرض فنقص ذلك من خراجكم، و تبيّن في نقص أرزاقكم، فتعاهدوا الرعية بالإنصاف.
هذا قولي و أمري يا موبذ موبذان، الزم هذا القول وجد [1] في هذا الّذي سمعت في يومك، أسمعتم أيها الناس! فقالوا: نعم، قد قلت فأحسنت، و نحن فاعلون إن شاء اللَّه.
ثم أمر بالطعام فوضع فأكلوا و شربوا، ثم خرجوا و هم له شاكرون.
و كان ملكه مائة و عشرين سنة، فلما هلك قريشات، و تغلب على مملكة فارس، و صار إلى أرض بابل، و أقام بأذربيجان، و أكثر الفساد فبقي اثنتي عشرة سنة إلى أن ظهر زو.
و كان من الملوك في هذا الزمان
الرائش بن قيس بن صيفي بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، كان من ملوك اليمن بعد يعرب بن قحطان و إخوته. و كان [ملكه باليمن أيام] ملك [منوشهر، و إنما سمي] [2] الرائش- و اسمه الحارث- لغنيمة غنمها من قوم غزاهم فأدخلها اليمن، فسمي لذلك الرائش.
و أنه غزا الهند فقتل بها و سبى و غنم الأموال و رجع إلى اليمن، ثم سار منها على