نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 194
و السحاب و البرق ضربه إياه بمخاريق، و منهم موكل بالرياح و الأشجار.
روى مجاهد، عن ابن عباس، قال: ليس أحد من خلق اللَّه أكثر من الملائكة ليس من شجرة إلا معها موكل بها.
و منهم ملكان يقول أحدهما: اللَّهمّ أعط منفقا مالا خلفا، و يقول الآخر: اللَّهمّ أعط ممسكا تلفا. و ملكان يقول أحدهما: يا باغي الخير أبشر، و يقول الآخر: يا باغي الشر أقصر.
و منهم ملائكة يساحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر، و ملائكة يبلغون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم من أمته السلام. و ملائكة موكلون بمكة و المدينة ليمنعوا عنها الدجّال إذا خرج.
و من الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة.
قال الحسن [1]: إن أحدهم ليفتر، فيقال له: مالك، فيقول: فتر صاحبي من العمل.
و كان الحسن يقول: أمدوهم رحمكم اللَّه.
و منهم موكل بصياغة حليّ الجنة.
روى شمر بن عطية، عن كعب، قال: إن في الجنة ملكا يصوغ حلية أهل الجنة منذ خلق إلى أن تقوم الساعة، لو شئت أن أسميه لسميته، و لو أن قلبا منها خرج لردّ شعاع الشمس [2].
قال مؤلف الكتاب: فلو ذهبنا نكتب كل شيء من هذا طال ذلك.
ذكر تسبيح الملائكة
أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا جعفر بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا أبو
[1] الخبر في التبصرة 2/ 176، و مرآة الزمان 1/ 178 أتم من ذلك، و نصه: «روي عن الحسن أنه قال: «إن في الجنة قيعانا تغرسها الملائكة حتى إنّ أحدهم ليفتر من الغرس، فيقول له صاحبه: مالك فترت؟
فيقول: فتر صاحبي من العمل. فكان الحسن يقول: أمدوهم بالبذر فهذا أوان الزرع».