فأما المعنى: فإن المراد الأخبار بسرعة الإيجاد، فإذا كان اليوم كألف سنة لم يحصل المقصود. و كنت أرى أني خالفت بهذا الرأي أهل التفسير حتى رأيت الحسن البصري قد قال: هذه الأيام مثل أيام الدنيا.
و إذا قيل: لو كان المراد سرعة الإيجاد لقال لكل كن فكان في الحال، فما فائدة الأيام؟
فالجواب: ان إيجاد الشيء على تمهل يمنع قول من قال كان بالانتاق، ثم قد رأت الملائكة كثيرا من المخلوقات، فعرفت قدرة الخالق بإيجاده من لم يكن [2].
فصل
و أما مدة بقاء الدنيا، فروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة [3].
و قد روى ابن عمر عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلم، أنه قال: «أجلكم في أجل من كان قبلكم من صلاة العصر إلى مغرب الشمس» [5]، و في لفظ: «ما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس إذا صلّيت العصر»