نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 125
من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم دحا الأرض بعد ذلك [1].
و قد
روينا عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلم أنه قال: «خلق اللَّه النجوم و الشمس و القمر و الملائكة يوم الجمعة إلى ثلاث ساعات منه».
و روى عطاء عن ابن عباس، قال: خلق اللَّه الشجر يوم الأربعاء و الطير و الوحوش و السباع يوم الخميس.
و قال الربيع بن أنس: خلق اللَّه الملائكة يوم الأربعاء، و خلق الجن يوم الخميس.
و قد اختلف هل خلق الليل قبل النهار على قولين، أصحهما أن الليل أسبق لأن النهار من ضوء الشمس.
فصل
و لا يختلف الناقلون أن كل يوم من هذه الأيام الستة المذكورة بمقدار السنة، و روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: الستة الأيام التي خلق اللَّه فيها السموات و الأرض كل يوم منها كألف سنة [2]. و كذلك قال كعب و الضحاك.
فعلى هذا يكون مبتدأ الخلق إلى حين تكامله سبعة آلاف سنة تنقص شيئا، هذا مقدار لبث آدم في الجنة، فإن آدم عليه السلام آخر المخلوقات، و قد لبث في الجنة بعض يوم.
قال المصنف: و لا أرى من ذهب إلى أن كل يوم مقداره ألف سنة أخذه إلا من قوله تعالى: وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ[3]. و هذا المراد به أيام الآخرة، و ليس يقوم ذلك دليلا على أن الأيام المتقدمة مثل المتأخرة. و الّذي أراه [أن] [4] الستة أيام التي خلقت فيها الأشياء على مثال أيامنا بدليل النقل و المعنى.
[1] الخبر في الطبري 1/ 48، و هو هنا مختصر، و في الطبري: «عن ابن عباس»: قوله عز و جل حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء قبل الأرض، و ذلك أن اللَّه خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله تعالى: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها.