عطاء من ولد الصدائي الصحابي عنه قال رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: من طلب العلم تكفّل اللّه له برزقه، و يونس المذكور ذكره الذهبي [1] في الضعفاء و المتروكين قال العلامة شمس الدين البرماوي [2]: أي من طلب علم دين اللّه ليحفظه على خلقه، تكفل اللّه برزقه معونة له لأن حافظ العلم كالنائب عن اللّه تعالى.
و اعلم أن اللّه تعالى وليّ رزق غير طالب العلم، لكن لطالب العلم خصوصية و هي الكفالة و هي ضمان كفايته، و ارسالها له عفوا من غير معاناة أسبابه، و هذا يشاهد المحصلون عيانا، و قد أقيم لهم بناء المدارس و الأوقاف و نحوها بما حصل به كفايتهم تدرّ عليهم بلا نصب، بخلاف غيرهم من الناس، و الكفاية بالرزق خير الرزق.
و في غريب الحديث لابن قتيبة [3] أن ساعة من العالم على فراشه يتفكر في علم اللّه تعالى أحب إلى اللّه تعالى من عبادة العابدين أربعين عاما و في هذا قال الامام الشافعي (; تعالى) الاشتغال بالعلم أفضل من صلاة النافلة انتهى.
و أفادني تلميذ شيخنا العلامة زين الدين أبو الخير مفلح بن عبد اللّه الحبشي المصري ثم الدمشقي الشافعي (; تعالى)، أن اللّه تعالى جعل العلم و الجور غالبا بالمدن، و جعل الرزق و الجهل غالبا بالبر: فبعلم علماء المدن يسوق اللّه تعالى إليهم الرزق من البرّ، و بجهل جهال أهل البرّ يسوق اللّه تعالى إليهم الجور من المدن اه. فحينئذ العلم سبب لسوق الرزق إلى أهله، و إلى بقية أهل المدن من الترك و غيرهم من العوام فسبحان اللّه الحكم الخبير.
[1] صاحب كتاب تاريخ الاسلام، و العبر، و مؤلفات كثيرة في الرجال شذرات الذهب 6:
164 توفي 749 هجرية.
[2] محمد بن عبد الدايم، بن عيسى، شذرات الذهب 7: 197 توفي 831 هجرية.
[3] صدر الكتاب مؤخرا عن دار الكتب العلمية في مجلدين، و ابن قتيبة هو ابو محمد عبد اللّه ابن مسلم بن قتيبة الدينوري توفي 276 هجرية شذرات الذهب 2: 169.