التحقيق : أنّ الألفاظ موضوعة للمعاني الواقعية ; تعلّقت بها الإرادة أولا ، ولا دخل لها فيها ـ لا شطراً ولا شرطاً ـ ويتّضح حالها ببيان أمرين :
الأوّل : ما أسمعناك في صدر الكتاب من أنّ حقيقة الوضع ليس إلاّ تعيين اللفظ في مقابل المعنى ، من دون حصول علاقة تكوينية ، وما ربّما يقال من التعهّد والالتزام في تفسيره فهو تفسير له بالآثار والنتائج ، وقد تقدّم الكلام فيه[ 1 ] .
فبطل ما يؤيّد به القول الشاذّ المخالف للتحقيق من أنّ الوضع في الألفاظ وضع حيثي ; بمعنى أ نّه لايجعل اللفظ في مقابل المعنى إلاّ بحيث لو أطلقه الواضع أو غيره لكان مريداً لمعناه ; وذلك لما ترى من بنائه على القول المردود في باب الوضع ; من حديث التعهّد والالتزام في تفسير معنى الوضع .
الثاني : قد قام البرهان في محلّه على أنّ الأفعال الصادرة من ذوي العقول