إنّ كلّ شيء في الكون نحسّ به ونراه ، أمّا
ما لا نراه ولا نحسّ به ، فهو خطأ ، يلزم علينا أن لا نعترف به ، وإلاّ كنّا
معتقدين بالخرافة.
وهنا قام أحد التلاميذ ، وقال : اسمح لي
أيّها الأُستاذ بكلمة؟
المعلّم : تفضّل.
التلميذ : أيّها الزملاء أجيبوا على
أسئلتي.
الزملاء : سل.
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون
المعلّم؟ هل ترون الصورة الموضوعة على المنضدة؟ هل ترون المنضدة؟ هل ترون الرحلات؟
الزملاء : نعم ، نرى كلّ ذلك.
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون عين
المعلّم؟ هل ترون أذن المعلّم؟ هل ترون وجهه؟ هل ترون يده ورجله؟
الزملاء : نعم نرى كلّ ذلك.
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون عقل
المعلم؟
الزملاء : كلاّ! لا نرى عقله.
التلميذ : فالمعلّم إذاً لا عقل له ، فهو
مجنون حسب مقالته ، لأنّه قال : كلّ ما لا يراه الإنسان فهو خرافة ، يجب على
الإنسان أن لا يعترف به ، وأنّا لا نرى عقل المعلم ، فهو إذاً لا عقل له ، ومن لا
عقل له يكون مجنوناً.