ب ـ أن يكون تمنّى بمعنى حَدَّثَ وهو ما روي عن ابن عباس قال : «إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى» أي : إلاّ إذا حدَّث و «أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ» أي في حديثه ويُعَدُّ هذا الرأي لابن عباس من أحسن الوجوه في تفسير الآية [٢].
وقد أورد المفسرون المنكرون لرواية الإلقاء الشيطاني في الوحي عدّة آراء واحتمالات فيما زعم من أمر هذا الإلقاء بوصف اللاّت والعُزّى بأنّهن (الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى) ومن ذلك :
١ ـ أن المراد بالغرانيق العلى الملائكة ، وقد جاءت بعض الروايات بمثل ذلك فتوهم المشركون أنه أراد اللاّت والعُزّى [٣].
٢ ـ ما قيل أنه 9 كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات وأتى بكلام على سبيل المحاججة ، فلما تلا « أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ... » الآية. قال 9 : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى؟! على سبيل الإنكار عليهم وإن الأمر بخلاف ما ظنوه في ذلك [٤].
٣ ـ ما قيل من أن بعض الكفار من الذين حضروا مجلس الرسول 9 وقد غص بهم قد قال ذلك في وصف آلهة قريش طلبا لتغليظ الرسول 9 لأنّهم يعلمون أن من عادته 9 أن يعيبها ويسفهها ، وأن من حضر لما سمعوا ذلك تصوروا أن الرسول 9 هو القائل [٥].
[١] الميزان ١٤ : ٣٩١. [٢] الجامع لأحكام القرآن / القرطبي ١٢ : ٨٤. [٣] انظر : تنزيه الأنبياء : ١٩٧ ، الكشاف ٣ : ١٩ ، مجمع البيان ٤ : ٩٢. [٤][٥] تنزيه الأنبياء : ١٠٨ ، مجمع البيان ٤ : ٩٢.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 61