نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 15
البشري المحدود المقيَّد ، فهو غيب بالنسبة إلى الإنسان إذ (يقال للشيء غيبٌ وغائب باعتباره بالناس لا باللّه تعالى فإنّه لا يغيب عنه شيء) [١] ، قال تعالى : «لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ» [٢] ، وقال تعالى : «وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ» [٣] ، وقال تعالى : «وَللّه غَيْبُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأْمْرُ كُلُّهُ» [٤].
وأما ما يشتمل عليه إطلاق لفظ الغيب مما لا يقع عليه الحس فهو (اللّه سبحانه وتعالى وآياته الكبرى الغائبة عن حواسنا ومنها الوحي) [٥].
والإيمان بالوحي وإثباته معتمد أساسا ومستلزم للإيمان بالغيب وإثباته ، لأنّ إنكار الغيب (وبضمنه وجوده تعالى) هدم لأهم أسس العقيدة ، وبه يقع على الإنسان اسم الإلحاد [٦].
فالإيمان بالغيب أصل من أصول الإيمان ، وبإضافة الإيمان بالوحي (النبوة) والإيقان بالآخرة يستجمع (الإيمان باللّه تعالى ليتم بذلك الإيمان بالأصول الثلاثة للدين) [٧].
ويتأكد ارتباط الوحي بالغيب وكونه وسيلة المعرفة الرئيسية له في أن الوحي من خلال القرآن الكريم (أخبر في عدة من آياته عن أمور مهمة تتعلّق