٣ ـ يرى السيد المرتضى أن هذا النوع من الوحي يلقى بطريقتين : فإما بأن يخطر في قلوب البشر ، وإما أن يكون بالدلالة على المراد ، بحيث يكون تعالى من حيث نصبه الدلالة على ما يريد ، والإرشاد إليه مخاطبا ومكلّما للعباد بما يدل عليه [٢].
ويذهب الباقلاني القاضي أبوبكر بن الطيب البصري (ت٤٠٣ هـ ، ١٠١٢م) إلى أن المقصود بهذا الوحي هو ما كان من وحي مباشر بين اللّه تعالى والرسول 9 انعدمت فيه الوسائط ، حيث (أسمعه اللّه كلامه ليلة المعراج من غير واسطة ولا حجاب) ، لأنّه تعالى في تلك الليلة قال : «فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى». [٣]
وانفرد الشيخ الطوسي بذهابه إلى أن المراد بهذا النوع من الوحي هو تبليغ الأنبياء للبشر ، فقوله تعالى «وَحيا» معناه عنده : بتأدية الرسول أوامره تعالى إلى المكلفين من الناس [٤].
ويكاد السيد الطباطبائي أن يجمع بين هذه الوجوه العديدة في التعبير عن الوحي بهذه الصورة مع تفريقها عن الصور الأخرى في الآية ، وهو الرأي الذي
[١] مختار الصحاح : ٢٦٣ ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ط١ ، (١٩٦٧م). [٢] أمالي المرتضى ٢ : ٢٠٧. [٣] الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به : ٩٥ ، تحقيق محمد زاهر الكوثري ، مطبعة السنة المحمدية ـ القاهرة ط ٢ ، (١٣٨٢ هـ ، ١٩٦٣م). والآية من سورة النجم : ٥٣ / ١٠. [٤] التبيان ٩ : ١٧٧.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 108