responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 671

على أنه لا يؤاخذ الإنسان إلا بذنبه ، وأن أطفال المشركين لا يجوز أن يعذبوا بذنوب آبائهم. « ويدل ذلك أيضا على أن [١] أفعال العباد لا يجوز أن تكون خلقا لله تعالى وإلا كان مأخوذا بخلق غيره على وجه لا يمكنه التخلص منه ، ولئن جاز ذلك ، ليجوزن أن يؤخذ بكسب غيره ، وإن كان لا بقدر ) على تركه [٢].

٨١١ ـ وقوله تعالى : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) [ ٤٢ ـ ٤٣ ] من أقوى ما يدل على أن من لم يصلّ فى دار الدنيا ، قادر على الصلاة ؛ لأنه لو لم يكن قادرا عليها ، لما صح أن يعذب ، لأنه لم يفعلها كما لا يعذّب العاجز ، لأنه لم يفعل ما لا سبيل له إلى فعله.

٨١٢ ـ وقوله : ( كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) [٥٤] للمكلفين ، لكى يتعظوا وينزجروا. ثم قال : ( فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) [٥٥] ولا يطلق ذلك فيمن لا يقدر على الفعل ، لأنه لا يقال فى العبد : إن شاء أدار الفلك وطار فى الجو ، من حيث يتعذر ذلك عليه ، وإنما يقال هذا القول فيما يتمكن منه.

٨١٣ ـ وقوله تعالى : ( وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ ) [٥٦] فليس فى ظاهره إلا ما نقول : من أن العبد لا يطيع إلا والله قد شاءه ؛ لأنه تعالى لو لم يكلف ذلك ، ولم يأمر به ، ولم يشأ حدوثه ، لم يكن ذلك طاعة ، فكان لا يصح من العبد أن يشاء على هذا الحد. وإنما كان يكون شبهة للقوم لو كان المذكور من المعاصى ، فأما إذا كان من الطاعات ، فلا تعلق لهم به. وقد قال تعالى مثل ذلك فى سورة الإنسان : ( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ


[١] فى الأصل : ويدل على ذلك أيضا.

[٢] فى الأصل : عليه فتركه.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 671
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست