responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 670

ومن سورة المدثر

٨٠٨ ـ قوله تعالى : ( وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [٣١] فلا يدل على أن الملائكة يعذبون ، ولا على أنه ـ تعالى ـ يجعلهم فتنة ، لكى يكفر الكافر ، وذلك أنه تعالى بين أنه جعلهم أصحاب النار ، بمعنى أنه وكلهم بتعذيب أهل النار ، ولو حمل الأمر على خلاف ذلك ، لوجب ألا يدخل النار سواهم ، وأن يكونوا معذبين ، وهذا بخلاف دين المسلمين! وبيّن تعالى أن القدرة التى ذكرها منهم ، على قلتها ، جعل الاكتفاء بها دلالة على قدرته ، وألزم من هذا الوجه الاستدلال على ما هو عليه ، وشدد فيه المحنة ، فصار ذلك فتنة للذين كفروا ، وجعلهم كذلك ، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ، من حيث يعلمون بهذا الخبر أنه ، صلى الله عليه وسلم ، لا يخبر إلا عن وحى ، من حيث توافق ذلك ، وليزداد الذين آمنوا إيمانا. وكل ذلك يدل على أنه ـ تعالى ـ يفعل هذه الأمور ويخبر عنها ؛ ليعتبر الخلق ، ويستدلوا ، ويقوموا بما كلّفوا.

٨٠٩ ـ وأما قوله : ( كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) [٣١] فقد تقدم القول فى مثله ، وأن المراد بذلك الضلال عن الثواب ، والهدى إليه [١].

٨١٠ ـ وقوله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [٣٨] يدل


[١] انظر الفقرة : ٢٢.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 670
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست