نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 526
وهذا يوجب كون النور غيره بحق الإضافة ، والأول يقتضى أنه النور ، ويتعالى عن أن يريد ذلك بكلامه.
والمراد بذلك : أنه تعالى نوّر السموات والأرض بالنور الذى يحدثه تعالى ، أو يكون المراد به : أنه الهادى لأهل السموات والأرض ، المبين لهم أمر دينهم ، وهذا كما وصف فى كثير من المواضع الإيمان نورا ، والكفر ظلمة. وعلى قريب من ذلك يتأول قوله صلّى الله عليه : « إن الله هو الدهر ) إن صح عنه [١]. وقوله : ( يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ) [٤٤] ويأتى بالأزمان ، يبين « ذلك أنه أراد [٢] أنه المصرف للدهر.
٥١٣ ـ فأما قوله : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ) [٤١] فقد علمنا أن ظاهره لا يتأتى ، لأن جميع من فيهما لا يسبح ، نحو الكفار ومن ليس بمكلف ، والكلام خبر ، فإذا ثبت ما ذكرناه علم أن المراد غير ظاهره ، وأنه تعالى أراد أنها بما يظهر « منها : تنزهه [٣] تعالى عما لا يليق به فى ذاته ، من إثبات صاحبة وولد وشريك ، وما يليق من فعله من المقبحات.
وقوله تعالى : ( كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ )[٤] يوجب إن حمل
[١] صح ذلك من عدة طرق ، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : ( يسب بنو آدم الدهر ، وأنا الدهر يبدى الليل والنهار ) ـ ورواية مسلم : ابن آدم ـ وفى البخارى من حديث أبى هريرة أيضا : عن النبى صلّى الله عليه وسلم قال : ( لا تسموا العنب الكرم ولا تقولوا خيبة الدهر ، فإن الله هو الدهر ) وفى مسلم من حديث أبى هريرة كذلك عن النبى صلّى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) انظر فتح البارى ١٠ / ٤٦٥ ـ ٤٦٦. مسلم بشرح النووى : ١٥ / ٢ ـ ٣.[٢] ساقط من ف. [٣] د : تنزيهه. [٤] من تتمة الآية : ٤١.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 526