responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 43

فكيف [١] يصح اعتمادهم عليه؟.

واعلم أن السائل إذا سأل عن شيء فلا يجب من حيث حسنت المسألة أن يقطع بأن المطلوب يفعل أو يحسن أن يفعل ؛ لأن الطلب فعل الطالب ، والمطلوب فعل من سئل ، وليس لأحدهما تعلق بالآخر ، فكيف [٢] يستدل بحسن الاستعانة على أن الملتمس يفعل لا محالة؟!

١٤ ـ مسألة : فإن قالوا : وقد قال عز وجل فيها : ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) [٦] ولو كان المراد بالهداية الدلالة لكان قد دلهم وبيّن لهم فلا يكون للمسألة معنى ، فاذا بطل ذلك فيجب أن يكون المراد : الإيمان أو القدرة الموجبة للإيمان ، فمن هذا الوجه يدل على ما نقوله [٣].

والجواب عن ذلك أن المسألة ـ على ما بينا من قبل ـ من فعل السائل ، والمطلوب فعل الله عز وجل ، فيجب أن ينظر فى كل واحد منهما لما ذا يحسن ، وهل يجب أن يتبع أحدهما الآخر فى الحسن والقبح ، وقد ثبت أنه لا يحسن من السائل أن يطلب من المسئول ما هو قبيح ولا بد من كونه حسنا لو فعله ، لكنه


[١] فى الأصل : وكيف.

[٢] الخلاف فى الهدى ، هل هو الايمان ـ أو القدرة عليه ـ أم هو الدلالة والبيان؟ في الأصل ، فرع عن الخلاف بين المعتزلة وغيرهم من المتكلمين فى مسألة : خلق الأفعال : فالمعتزلة مجمعون على أن أفعال العباد غير مخلوقة فيهم ، وأنهم المحدثون لها ، وأن الايمان ـ على ذلك ـ من فعلهم ، والهداية دلالة من الله عز وجل عامة لجميع المكلفين مؤمنهم وكافرهم ، وعند الجهمية أن هذه الأفعال مخلوقة لله تعالى فينا لا تعلق لها بنا أصلا ، لا اكتسابا ولا إحداثا (وإنما نحن كالظروف لها) أما الأشاعرة فذهبوا إلى أن لها بنا تعلقا من جهة الكسب وإن كانت مخلوقة فينا من جهة الله تعالى ، وعلى رأى هؤلاء وأولئك ـ وجميعهم ممن يسمهم المعتزلة بالمجبرة ـ فإن الهداية خاصة بالمؤمنين دون غيرهم ، وأنها عبارة عن الايمان الذى اختصهم به الله تعالى! انظر : الابانة عن أصول الديانة للاشعرى ، الطباعة المنيرية بمصر ، ص ٥٧ ـ ٥٨ شرح الأصول الخمسة للقاضى عبد الجبار ص ٣٢٣ ـ ٣٩٠ الفصل لابن حزم : ٣ / ١٤٢ ـ ١٦١. مناهج الأدلة فى عقائد الملة لابن رشد ، بتقديم وتحقيق الأستاذ الدكتور ، محمود قاسم. الطبعة الثانية ؛ ص : ٢٢٣ ـ ٢٢٥.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست