responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 41

[ سورة الفاتحة ]

بسم الله الرحمن الرحيم

١٣ ـ مسألة : قالوا : قد قال عز وجل فيها : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) [٥] فأمر بالاستعانة به ، وذلك يدل على أن المعونة [١] تتجدد حالا بعد حال ، وهى القدرة ، وأنها مع الفعل [٢] ، ولو كانت متقدمة لكانت المعونة قد حصلت ، فكان لا يكون للمسألة معنى!

الجواب : واعلم أن الفزع إليه عز وجل والاستعانة به يدل على قولنا فى المخلوق ، وذلك لأن العبد لو لم يكن يفعل فى الحقيقة لم يكن للاستعانة معنى ، لأنه إنما يستعين بغيره على فعل يفعله ، ولذلك لا يصح الاستعانة على الأمور الضرورية ، كاللون والهيئة والصحة ، والاعتماد على ذلك فى أن العبد يفعل فى الحقيقة هو أولى.

ووجه آخر يدل على ما نقول ، وذلك لأنه قال تعالى : ( إياك نعبد ) فيجب أن تصح العبادة منا ، والعبادة هى الفعال [٣] التى يقصد بها الخضوع والتذلل للمعبود مع العلم بأحواله ، وذلك يدل على أن العبد يفعل ويختار.


[١] فى الأصل : المعرفة.

[٢] من مذهب جمهور المعتزلة أن القدرة متقدمة لمقدورها غير مقارنة له ، لأنه يلزم على القول بمقارنتها للمقدور تكليف ما لا يطاق ، وذلك قبيح ، ومن (العدل) أن لا يفعل القبيح ، وعند المجبرة أن القدرة مقارنة للمقدور ؛ لأن أحدنا لا يجوز أن يكون محدثا لتصرفه! ولما ثبت أن الله تعالى محدث على الحقيقة ، قالوا : إن قدرته متقدمة لمقدورها غير مقارنة له!

انظر : مقالات الاسلاميين للأشعرى ، نشر مكتبة النهضة بمصر ١٣٦٩ ، ١ / ٢٧٥ شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ؛ ٣٩٠ ـ ٤٠٨. الفعل فى الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم ٣ / ٣٣.

[٣] فى الأصل : الفعل.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست