responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 328

الذين كفروا يضلون به ، وهذا مما لا نأباه ، لأن الكفار قد يضلون غيرهم بكفرهم وبالزيادة فى كفرهم.

فإذا قرئ : ( يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فالكلام أبين ، لأنه إنما يدل على أن الكفار يضلون به ، من غير بيان إضافة الإضلال إلى غيرهم ، فلا ظاهر للكلام يقتضى ما قالوه.

« والمراد بذلك ما كانوا يشتغلون به [١] فى باب الحج من تأخير شهر لشهر فى توالى السنين ، وهو النسيء الذى جعله تعالى زيادة فى الكفر ، وبين أن ذلك مما يضل به الكفار ويضلون به غيرهم ، من حيث يحلونه عاما ويحرمونه عاما ؛ لأن إقدامهم على ذلك مع الرد على الرسول عليه‌السلام ، من حيث كان يدعوهم إلى خلافه ، كفر لا محالة ؛ لأنه لا يجوز أن يصفه تعالى بأنه زيادة فى الكفر ، وليس بكفر ، لأن الزيادة فى الشيء يجب أن تشاركه فى اسمه ومعناه ، حتى تكون زيادة فيه ، ولذلك لا يقال فى المباح والطاعة إنهما زيادة فى الكفر ، ولا يقال فى المعصية التى ليست بكفر : « إنها زيادة فى الكفر ، [٢] وإنما يقال فيها : إنها زيادة فى معاصيه.

وهذه الآية تدل على أن فى أفعال الجوارح ما يكون كفرا ، لأن النسيء ـ على ما ذكرناه ـ من أفعال الجوارح ، وقد جعله تعالى كفرا ، فإذا صح ذلك لم يمتنع فى تركه الواقع بالجوارح أن يكون إيمانا.

وقوله من بعد : ( زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ ) [٣] فقد بينا القول فى مثله ، وأنه لا ظاهر له [٤].


[١] فى د : (فالمراد بذلك أن ما كانوا يستعلون به.

[٢] ساقط من ف.

[٣] من تتمة الآية السابقة.

[٤] انظر الفقرة ٤٥ ، ٧١.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست