نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 327
يصح وصفه بأنه يتم النور مع ذلك ؛ لأنه من حيث أراد [١] ما أرادوه يجب أن يقع منه إطفاء النور و [٢] من حيث أتمه يجب وقوع الإتمام ، وفى ذلك حدوث الضدين ووجودهما ، وهذا محال!
ومنها : أنه تعالى قال عقيبه : ( وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ )[٣] فدل بذلك على أن ما أراده تعالى من إتمام النور كرهوه ، ولو كان هو تعالى كارها من حيث كان المعلوم أنه يقع منهم خلافه ، لم يكن « لقوله تعالى ذلك حاكيا عنهم معنى إذا كان حاله كحالهم فى كراهته! [٤]
فإن قال : إن الغرض بالكلام أنهم أرادوا [٥] التوصل إلى إبطال دينه وشريعة رسوله وظهور كلمة الحق ، فأبى الله تعالى ذلك ، وهذا مما لا يقع ، فلا نقول إنه تعالى أراد ذلك.
قيل له : إن إقدامهم على ما أقدموا عليه ظنا منهم بأنه يؤدى إلى إطفاء النور ، لا بد [٦] من وقوعه ، وقد ثبت بما ذكرناه أنه تعالى لا يجوز أن يكون مريدا له ، فأما أن غرضهم يصلح أولا؟ فذلك لا يتعلق بإرادتهم فقط ، فلا مدخل له فى هذا الكلام.
٢٨٧ ـ مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أنه يضل الكفار بأمور من قبله ، فقال : ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً ... ) [٣٧].
والجواب عن ذلك : أن ظاهره يقتضى أن النسيء زيادة فى الكفر ، وأن
[١] ساقطة من ف. [٢] ساقطة من د. [٣] تتمة الآية السابقة : ٣٢. [٤] فى د : تعالى حاكيا ذلك عنهم معنى. [٥] فى د : إن أرادوا. [٦] فى د. لأنه.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 327