responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم نویسنده : النحّاس، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 188

على قلبي فأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة .. وفي السير أن كبراء قريش جاءوه فقالوا يا محمد قد استوعبت ضعفاءنا وسفهاءنا وذلك حين أظهر دعوته وتثبتت براهينه فأمسك عنّا حتى ننظر في أمرك فإن تبين لنا اتبعناك وان لم يتبين لنا كنت على أمرك ونحن على أمرنا فوقع له صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن هذا انصاف ثم نبهه الله تعالى بالخاطر والتذكر لما أمره الله من اظهار الدعوة وأن يصدع بما أمر به ثم نزل عليه الوحي ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) [١] وما بعد فيكون على هذا ( أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) أي في سره .. والقول الآخر عليه أكثر التأويل قال سعيد بن جبير ( فِي أُمْنِيَّتِهِ ) في قراءته .. وقال مجاهد في قوله وقال الضحاك الأمنية التلاوة .. [ قال أبو جعفر ] هذا معروف في اللغة منه ( لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَ ) [٢] فيكون التقدير على هذا ( أَلْقَى الشَّيْطانُ ) في تلاوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إما شيطان من الإنس وإما شيطان من الجن ومتعارف في الآثار أن الشيطان كان يظهر في كثير وقت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال الله تعالى ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ) [٣] وقال ( لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ ) [٤] فألقى الشيطان هذا في تلاوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غير أن ينطق به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم .. والدليل على هذا أن ظاهر القرآن كذا وأن الثقات من أصحاب السير كذا يروون كما روى موسى بن عقبة عن الزهري ( أَلْقَى الشَّيْطانُ ) في تلاوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فان شفاعتهم ترتجى فوقرت في مسامع المشركين فاتبعوه جميعا وسجدوا وأنكر ذلك المسلمون ولم يسمعوه واتصل الخبر بالمهاجرين في أرض الحبشة وأن الجماعة قد تبعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقدموا .. وقد نسخ الله ما ( أَلْقَى الشَّيْطانُ ) فلحقهم الأذى والعنت .. [ قال أبو جعفر ] وقد تبيّن معنى الآية بهذا وبغيره .. قال ابن جريج ( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ) [٥] قال القاسية قلوبهم المشركون .. [ قال أبو جعفر ] وهذا قول بيّن لأنهم لم تلن قلوبهم لاتباع الحق ( وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) المنافقون.


[١] سورة : الحج ، الآية : ٥٢

[٢] سورة : البقرة ، الآية : ٧٨

[٣] سورة : الأنفال ، الآية : ٤٨

[٤] سورة : الأنفال ، الآية : ٤٨

[٥] سورة : الحج ، الآية : ٥٣

نام کتاب : كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم نویسنده : النحّاس، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست