نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 490
حرب معاوية عقيب
حادثة النهروان فانهم لم يجيبوه الى ذلك ، وقد تصدى الاشعث بن قيس الى جوابه فقال
له :
« يا أمير
المؤمنين .. نفذت نبالنا ، وكلت سيوفنا ، ونصلت أسنة رماحنا ، فارجع بنا الى مقرنا
لنستعد بأحسن عدتنا ، ولعل أمير المؤمنين يزيد فى عددنا عدد من هلك منا ، فانه
أوفى لنا على عدونا .. »
وعلى أثر كلام هذا
الماكر الخبيث تسلل الجنود من معسكراتهم ، منهزمين ولاذ من لاذ منهم بالمدن
القريبة ، وأيقن الامام أنهم مارقون من يده ، ولا طاعة له عليهم ، فاضطر الى
الرجوع إلى عاصمته وبهذا نقف على مدى رغبة الجيش في الاستسلام وسئمه من الحرب ،
وكلما حاول الامام بعد ذلك بشتى الوسائل والاساليب أن يقضى على هذا الانحلال
والتمرد فلم يتمكن.
٢ ـ فقده لأعلام أصحابه
وفقد الامام في
صفين أهم أصحابه الذين يعتمد على اخلاصهم وايمانهم بقضيته ، وهم البقية الصالحة من
المهاجرين والانصار الذين ناضلوا عن كرامة الاسلام وشيدوا صروحه ، ولو كانوا في
قيد الحياة لما حدث التفكك في جيشه ، وقد حزن عليهم حزنا مرهقا ، وبكى عليهم أمر
البكاء وقد تذكرهم وهو يخطب على منبر الكوفة فصعد آهاته وبث زفراته وانطلق يقول :
« ما ضرّ إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص
ويشربون الرنق [١] ،! ـ قد والله ـ لقوا الله فوفاهم اجورهم ، واحلهم دار
الأمن بعد خوفهم ، اين اخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ، اين عمار ،
واين ابن التيهان [٢] واين