نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 169
واعلن الامام (ع)
بهذه المناجاة الحزينة عن تظافر الأمة على هضم وديعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الوقت الذي لم
يطل فيه غيابه ، ولم ينقطع ذكره ويطلب منه أن يستقصي في السؤال من بضعته لتخبره
بما جرى عليها بعده من الشؤون والشجون ، وتعرفه بما لاقته من الظلم والاذى
والاضطهاد يصغي الامام الحسن عليهالسلام الى هذه المناجاة الحزينة من أبيه فتلم به آلام مبرحة ،
ويحف به حزن مرهق ، وتضاعف حزنه وشجاه حينما رأى أعز ما في الحياة عنده أمه الرءوم
قد عاشت في هذه الدنيا وعمرها كعمر الزهور ، وفاجأها الموت وهي في شبابها الغض الاهاب
، وقد حملت على الآلة الحدباء فى غلس الليل البهيم ولم يحضر أحد من المسلمين
تشييعها عدا نفر قليل ، وهي بضعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وريحانته ، ووديعته في امته واعز من أحب من أبنائه وبناته
، وقد ذاق من هذه الكوارث وهو فى دوره الباكر مرارة الحياة ، وصار قلبه موطنا
للهموم ، ومركزا للاحزان والشجون.
اعتزال الامام
وانصرف امير
المؤمنين عليهالسلام بعد أن ودع بضعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الثرى ، وهو يبكي أمر البكاء ، وعاد الى البيت وهو كئيب
حزين ، ينظر الى اطفاله وهم يندبون امهم ويبكون على فادح المصاب ، فتهيج أحزانه ،
وتزداد آلامه ، ويشاهد حقه وتراثه فيرى الرجال قد تناهبوه فتلم به الكوارث والخطوب
، فآثر عليهالسلام العزلة ، واحب الخلود الى السكون في داره ، وقد اعتزل عليهالسلام عن الناس فصار
جليس بيته ، لا يجتمع بالناس ، ولا يجتمعون به قد اعرض عن القوم ، واعرضوا عنه ،
لا يراجعهم ، ولا يراجعونه ، ولا يشار كونه فى جميع الامور اللهم إلا إذا حلت في
ناديهم مشكلة لا يعرفون جوابها ، ولا يهتدون لحلها ، فزعوا إليه ليكشف لهم الستار
عنها ، وكان عليهالسلام تارة يتولى جواب ذلك
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 169