نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 126
بصرف الامر عنهم
والاعتداء عليهم ، وتركوهم يتجرعون الغصص ، ويتوسدون الارق وتساورهم الهموم ، فما
اعظم رزيتهم؟! وما اشد محنتهم وبلاءهم!!
لقد تسرع القوم
الى عقد البيعة ، وانتهزوا الفرصة في انشغال امير المؤمنين بتجهيز جثمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يمهلوه حتى
يفرغ من مواراته صلىاللهعليهوآلهوسلم لئلا يفوت الامر منهم ، وتضيع امانيهم وآمالهم فى
الاستيلاء على زمام الحكم والسلطان .. وعلى أي حال فلا بدلنا من البحث عن فصول تلك
المأساة الكبرى ـ بايجاز ـ فانها ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الامام الحسن عليهالسلام ، فان صرف الامر
عن أهل البيت عليهمالسلام كانت له مضاعفاته السيئة ونتائجه الخطيرة ، واهمها طمع
الطلقاء وابنائهم خصوم الاسلام واعداء الله في الخلافة الاسلامية ، ومناجزتهم لاهل
بيت النبوة ومعدن الرحمة ، حتى اضطر سبط النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الامام الحسن عليهالسلام في دوره الى الصلح مع معاوية وتسليم الامر له ، والى
القراء بيان ذلك.
السقيفة
وترك القوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مسجى في فراش
الموت ، لم يهتموا في شيء من أمره فقد سارع الانصار الى سقيفة بني ساعدة [١] وعقدوا لهم
اجتماعا سريا أحاطوه بكثير من الكتمان والتحفظ ، واحضروا معهم شيخ الخزرج سعد بن
عبادة [٢]
[١] السقيفة : الصفة
تشبه البهو ، كانت مجمعا للانصار ودارا لندوتهم
[٢] سعد بن عبادة :
سيد الخزرج ، وزعيم الانصار اعترف له قومه بالسيادة ، وقد اشتهر بالجود والسخاء هو
وابوه وجده وابنه قيس ، ويقال لم ـ
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 126