نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 125
وحينما مضى النبيّ
(ص) الى جنة المأوى ، وسمت روحه الى الرفيق الاعلى ، انثالت الفتن على المسلمين
تترى كقطع الليل المظلم ، وعصفت بهم امواج عارمة من الانشقاق والاختلاف زعزعت
كيانهم وصدعت شملهم ، ومزقت وحدتهم ، وقد بين تعالى ما يمنى به المسلمون بعد وفاة
نبيه من الارتداد والاختلاف قال تعالى : ( وَما مُحَمَّدٌ
إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ .. )[١]
فاي رزية اعظم من
رزية الانقلاب؟ وأي كارثة اقسى من كارثة الارتداد بعد الايمان!! لقد ترك القوم
جثمان نبيهم لم يواروه في مقره الأخير وتهالكوا على الامرة والسلطان ، وصمموا على
صرف الخلافة الاسلامية عن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط
الوحي والتنزيل ، وقد تحدث الامام أمير المؤمنين عليهالسلام عن غب ما فعلوه وسوء ما ارتكبوه يقول عليهالسلام :
« حتى اذا قبض
رسوله رجع قوم على الاعقاب ، وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج [٢] ووصلوا غير الرحم
، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه [٣] فبنوه في غير
موضعه معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة » [٤]
لقد استأثروا
بالامر ، ونقلوه عن اهله ومعدنه ، ووضعوه في غير محله ، وقد فاجئوا أهل البيت (ع)
ـ والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر