بِعَهْدِكُمْ )[١] ، ودون خلف الوعيد ، كما يشير إليه قوله تعالى ( يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ )[٢]. وإلا فيما يكون فيه الحزازة ممّا لا يليق بكرمه تعالى ، كما يشهد عليه قوله تعالى : ( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ )[٣] ، ونحو ذلك ممّا هو أعلم بمواضعه بل هو العالم دوننا.
وبالجملة : أنّ مجرّد مشيئته وإرادته وتقديره بل وقضائه بشيء لا يوجب عليه تنفيذه وإمضاءه ، بل له تغييره بأيسر الدعاء وأيسر الطاعة وأيسر المعصية ، وبقول ما شاء الله وأمثال ذلك من الأفعال والأذكار.
فمن كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة لعلي بن بابويه بسنده عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله 7 قال : كان في بني إسرائيل نبيّ وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة ، فأخبر بذلك قومه فقالوا : والله إذا كان ليفعلنّ وليفعلنّ ، فأخّره الله إلى خمس عشرة سنة. وكان فيهم من وعده الله النصرة إلى خمس عشرة سنة ، فأخبر بذلك النبي قومه فقالوا : ما شاء الله ، فعجّله الله لهم في خمس عشرة ليلة [٤].
وعرفان العبد هذا الكمال له تعالى يفتح عليه باب الرجاء ، والخوف ، والدعاء ، والإنابة ، والمواظبة على الطاعة ، وترك المعصية ، والتوبة ، وابتغاء الوسيلة ، والاجتهاد في العبادة ، والتضرع إليه تعالى شأنه ، وصلة الأرحام والصدقة وغيرها.
تنبيه
الأدلّة الدالّة على الحثّ على الخصال المذكورة آنفا ونحوها في القرآن المجيد وفيما وصل إلينا من الأئمة الهداة ـ صلوات الله عليهم ـ قولا وعملا ، كل واحد منها دليل على ثبوت البداء له تعالى شأنه.
ففي الكافي عن أبي عبد الله 7 : ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه ، إن عند الله