الأنام من دون تفسير ؛ فإنّ من أظهر وجوه معجزات نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن. وأقوى وجوه إعجازه بلاغته [١] ، وهي موافقة : الكلام الفصيح لمقتضى المقام وهي لا يعرف إلاّ بمعرفة المعاني ، فلو توقف معرفة المعاني على تفسير النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لزم الدّور ؛ إذ لا يصدّق النّبيّ في ذلك إلاّ بعد ثبوت نبوّته.
والقول : بعدم توقّف الإعجاز على البلاغة المتوقّفة على معرفة المراد والمعنى لحصول ذلك في الكتاب بملاحظة الأسلوب ـ كما هو المشاهد بالوجدان ـ فاسد جدّا ؛ لأنّ حصول الإعجاز بملاحظة الأسلوب ، لا ينفي عدم حصوله بدون معرفة المعاني من جهة البلاغة الّتي اتّفقوا على كونها من أظهر وجوه إعجاز القرآن ، هذا حاصل ما أفاده بعض الأفاضل [٢] ـ ممّن أدركنا عصره ـ متابعا غيره [٣] في ذلك.
وإن أردت الوقوف على شرح هذا الوجه فراجع إلى ما أفاده قدسسره.
سابعها : الآيات الدّالة على ذلك :
كقوله تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )[٤] وقوله تعالى : ( لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ )[٥] وقوله تعالى : ( هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ )[٦] و ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ )[٧]
[١] وفيه من النظر ما لا يخفى. [٢] صاحب الفصول. [٣] المحقق القمي في القوانين. [٤] النساء : ٨٢. [٥] ص : ٢٩. [٦] آل عمران : ١٣٨. [٧]ص : ٨٧.