نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 185
و حرص أكثر الناس و لا سيما الحاقدون و المتزلفون، و ضعفاء النفوس، على الابتعاد عنهم «عليهم السلام» ، و لا سيما بعد استشهاد سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين «عليه السلام» ، و صحبه الأخيار، و أهل بيته الأطهار في كربلاء الفداء.
و قد أشار الإمام السجاد إلى ذلك، فقال: «اللهم إن هذا المقام لخلفائك و أصفيائك، و مواضع أمنائك. في الدرجة الرفيعة، التي اختصصتهم بها، قد ابتزوها حتى عاد صفوتك، و خلفاؤك مغلوبين، مقهورين، مبتزين. يرون حكمك مبدلا، و كتابك منبوذا، و فرائضك محرفة عن جهات أشراعك، و سنن نبيك متروكة الخ. .» [1].
و الملفت للنظر هنا: أنه «عليه السلام» يقرر هذه الحقيقة و يعلنها في صيغة دعاء، في خصوص يوم عرفة في موسم الحج، حيث يجتمع الناس من مختلف الأقطار و الأمصار، ليستفيدوا من هذه الشعيرة العظيمة، و يعودوا إلى بلادهم بمزيد من الطهر، و الصفاء، و الإخلاص، و الوعي لدينهم، و لعقيدتهم.
ثم تكون هذه الفقرات جزءا من دعاء يدعو به المسلمون كل يوم جمعة في طول البلاد الإسلامية و عرضها و باستمرار، ليسهم ذلك في المزيد من إيجاد حالة الوعي الرسالي، و ليكون من ثم واحدا من مسؤولياتهم الإيمانية، و العقيدية.
و قد تعودنا من الإمام السجاد «عليه السلام» هذا الأسلوب الفذ في أكثر من مجال من مجالات الفكر، و العقيدة، و السلوك، كما يتضح ذلك
[1] الصحيفة السجادية، دعاء 48. و هو الدعاء الخاص بيوم الجمعة و عرفة.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 185