فيحيى بن صالح الذي يروي له البخاري، و أصحاب الصحاح الست سوى النسائي [2]يريد أن يقول: إن الاعتقاد برؤية اللّه قائم على عشرة أحاديث فقط.
بل صرح بعضهم: بأن أخبار الرؤية لا تزيد على ثمانية أحاديث [3].
و لكننا بعد حوالي نصف قرن من الزمن نجد ابن خزيمة الذي يصفونه بأنه «إمام الأئمة» يؤلف كتابا بعنوان «التوحيد و إثبات صفات الرب» يبلغ عدد صفحاته حوالي أربع مئة صفحة، قد شحنه بأحاديث التجسيم، و أحاديث الرؤية من أوله إلى آخره، و فيه الكثير مما يدل على أن للّه تعالى يدا، و رجلا، و عينا، و إصبعا، و ساقا و. . و. . الخ. . تعالى اللّه عما يقوله الجاهلون و المبطلون علوا كبيرا.
فمن أين جاءت هذه الأحاديث؟
و كيف و متى لفقت و اخترعت؟ !
لا ندري، غير أننا وجدنا الإمام الشافعي ينقل عن القاضي أبي يوسف، الذي عاش في أواخر القرن الثاني قوله: «و الرواية تزداد كثرة،
[1] سير أعلام النبلاء ج 10 ص 455 و العلل و معرفة الرجال ج 1 ص 187 و تهذيب التهذيب ج 11 ص 230 و الضعفاء الكبير للعقيلي ج 4 ص 408 و تذكرة الحفاظ ج 1 ص 408.
[2] راجع: مقدمة فتح الباري ص 452 و تهذيب التهذيب ج 11 ص 229.
[3] المغني للقاضي عبد الجبار ج 4 ص 228 و ص 225 و 235 و 233.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 175