نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 11
و أقصد ب «النظرة الضيقة» عملية ملاحظة الحدث منفصلا عن جذوره و أسبابه، ثم عن نتائجه و آثاره.
و بكلمة أوضح و أصرح:
إن ما لدينا هو-في الأكثر-تاريخ الحكام و السلاطين، و حتى تاريخ الحكام هذا، فإنه قد جاء مشوّها و ممسوخا، و لا يستطيع أن يعكس بأمانة وحيدة الصورة الحقيقية لحياتهم و لتصرفاتهم و مواقفهم؛ لأن المؤرخ كان لا يسجل إلا ما يتوافق مع هوى الحاكم، و ينسجم مع ميوله، و يخدم مصالحه، مهما كان ذلك مخالفا للواقع، و لما يعتقده المؤرخ نفسه و يميل إليه.
و من هنا، فإننا لا نفاجأ إذا رأينا المؤرخ يهتم بأمور تافهة و حقيرة، فيسهب القول في وصف مجلس شراب، أو منادمة لأمير أو حاكم، أو يختلق أحداثا، أو شخصيات لا وجود لها، ثم يهمل أحداثا خطيرة، أو يتجاهل شخصيات لها مكانتها و أثرها العميق في التاريخ، و في الأمة، أو يشوه أمورا صدرت من الحاكم نفسه، أو من غيره، أو يحيطها-لسبب أو لآخر- بالكتمان، و يثير حولها هالة من الإبهام و الغموض.
دراسة التاريخ:
إذن، فلا بد لمن يريد دراسة التاريخ و الاستفادة من الكتب التاريخية و التراثية، من أن يقرأها بحذر و وعي، و بدقة و تأمل، حتى لا يقع في فخ التضليل و التجهيل.
فلا بد له من أن يفتح عينيه و قلبه على كل كلمة تمر به، و يحاول قدر المستطاع أن يستنطقها، و يستخلص منها ما ينسجم مع الواقع، مما تؤيده الدلائل و الشواهد المتضافرة، و يرفض أو يتوقف في كل ما تلاعبت به
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 11