وقيل
: المراد به
الناس خاصّة [٣]. وإنّما جُمع باعتبار أنَّ كلّ واحدٍ منهم عَالَم أصغرُ
لاشتماله على ما في العالم الأكبر ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
وقال الصادق عليهالسلام : « الصورةُ
الإنسانيةُ [ هي[٥] ] أكبرُ
حججِ اللهِ على خلقِهِ » [٦]. والأوْلى أن
يراد به الصنف من الموجودات كما يدلّ عليه الحديث السابق ، وقوله عليهالسلام : « خلق
الله ، ألف ألفِ عالمٍ وألفَ ألفِ آدم » [٧]. وإنّ تلك الإطلاقات كلّها صادقةٌ عليه بحسب اختلاف
الاعتبارات.
تفضيل النبيّ وأهل بيته عليهمالسلام
وبالجملة ،
فإنَّ الله تعالى قد اختار نبيّنا صلىاللهعليهوآله و (
اصطفاه ) ،أي جعله صفواً خالصاً من جميع الكدورات ( وفضَّله ) على جميع أهل الأرضين والسماوات ، والأدلّة على هذين المطلبين لا تخفى على
ذي التفات ، بل هما غنيّان عن الإثبات ، ولكن لا بأس بذكر بعض الأخبار تيمّناً
وتبرّكاً بكلمات الأئمّة الهُداة.
فقد روى الصدوق
رحمهالله بأسانيده عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي بن
موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : « قال رسول
اللهصلىاللهعليهوآله:
ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي. قال عليعليهالسلام:
فقلتُ : يا رسول الله أفأنت أفضل أو جبرئيل؟ فقالصلىاللهعليهوآله:
يا علي ، إنَّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ،
[١] الجامع لأحكام
القرآن ١ : ١٣٨. (٢)
الجامع لأحكام القرآن ١ : ١٣٨.
[٣] مجمع البيان ١ :
٢٤ ، الجامع لأحكام القرآن ١ : ١٣٨.